ارتفعت سوق الأسهم الأميركية مرة أخرى في نهاية تعاملات هذا الأسبوع، إذ قلل المستثمرون من رهاناتهم على رفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة بنسبة أعلى في يوليو الجاري، في وقت أجروا فيه تحليلات لمجموعة من نتائج أعمال الشركات في "وول ستريت" على أمل ظهور علامات على أنَّ الوضع بات مهيأً للمزيد من الانتعاش المستدام.
أنهت الأسهم الأميركية الأسبوع على ارتفاع بعد موجة هبوط استمرت خمسة أيام، وذلك مع انتهاء صلاحية عقود خيارات بقيمة 1.9 تريليون دولار تقريباً. وقادت أسهم البنوك السوق لتحقيق المكاسب بعد النتائج القوية لـ"سيتي غروب" (Citigroup). ويجري حالياً تسعير المقايضات على أساس تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية بواقع 80 نقطة أساس هذا الشهر، وهي زيادة كبيرة في أسعار الفائدة تجعل المستثمرين يشككون في احتمالات حدوث ركود اقتصادي، وإن كانت هذه النسبة أقل من 100 نقطة أساس - أو نقطة مئوية كاملة - كانت مرجّحة في أوساط المستثمرين في وقت سابق من هذا الأسبوع.
اقرأ أيضاً: الفيدرالي لم يقع في فخ السوق الناشئة.. ولم يقترب حتى
كان هناك العديد من القراءات الاقتصادية هذا الأسبوع، إلا أنَّ أكثر ما جذب اهتمام المتداولين، هو انخفاض توقُّعات الأميركيين للتضخم على المدى الطويل إلى أدنى مستوى لها في عام واحد، الأمر الذي من شأنه أن يفرح واضعي السياسات النقدية، على اعتبار أنَّ ذلك يعني أنَّ ضغوط ارتفاع الأسعار قد لا تكون مستمرة.
اقرأ المزيد: ارتفاع معدل التضخم إلى 9.1% يضغط على "الفيدرالي الأميركي" لمواصلة زيادة سعر الفائدة
إلى جانب ذلك، تلقى المستثمرون جرعة أمل أخرى من اثنين من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، يبدو أنَّهما غير متحمسين لرفع أسعار الفائدة بواقع نقطة كاملة في يوليو. فقد أعرب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رفائيل بوستيك، عن قلقه بشأن إقرار زيادة كبيرة على أسعار الفائدة، فيما قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، جيمس بولارد، إنَّه سيؤجل إطلاق الأحكام في هذا الشأن إلى اجتماع البنك المركزي. كما نُقل عنه في وقت سابق من هذا الأسبوع قوله إنَّه يفضل التمسك بزيادة قدرها 75 نقطة أساس.
اقرأ أيضاً: رهانات "الاحتياطي الفيدرالي" تسيطر على الأسواق
قال مارك هاكيت، رئيس أبحاث الاستثمار في "نيشن وايد" (Nationwide): "برغم تزايد احتمالات الركود؛ إلا أنَّ المستثمرين يرون أنَّه قد جرى بالفعل أخذ الكثير من الأخبار السيئة في الحسبان، وبالتالي؛ فإنَّه إذا حدث ركود محدود، سيكون هناك اتجاه صعودي للأسواق خلال العام المقبل". وأضاف هاكيت: "قد لا يكون الطريق لبلوغ ذلك سهلاً، ولكن، كان هناك تماسك للأرباح، وهذا يعطي سبباً للتفاؤل الحذر".
احتمالات الركود
كل الاحتمالات اليوم بأنَّ الولايات المتحدة ستنزلق إلى الركود في العام المقبل، هي قرب 50%. فاحتمال حدوث تراجع خلال الأشهر الـ12 المقبلة يبلغ 47.5%، أي بزيادة حادة عن الاحتمالات التي كانت قائمة في يونيو والبالغة 30%، وذلك وفقاً لآخر استطلاع شهري أجرته "بلومبرغ" لآراء الاقتصاديين.
قال توني كريسنزي من شركة "باسيفيك إنفستمنت مانجمنت" (Pacific Investment Management) إنَّ مساعي بنك الاحتياطي الفيدرالي لمكافحة التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة، قد يؤدي إلى ركود في الولايات المتحدة، لكن الاقتصاد الأميركي قوي بما يكفي للتعافي بشكل سريع نسبياً.
ربما تشهد الأسهم الأميركية مزيداً من الهبوط في ظل مخاطر حدوث انكماش اقتصادي وارتفاعات أقوى للدولار في النصف الثاني من العام الجاري، وفقاً لما يقوله الخبراء الاستراتيجيون في "بنك أوف أميركا"، فقد كتب مايكل هارتنين أنَّ أسواق الأسهم قد تشهد "استسلاماً مناسباً" إذا جاءت أرباح الربع الثاني أسوأ من المتوقَّع.
قالت كارا مورفي، كبيرة مسؤولي الاستثمار في "كيسترا هولدينغز" (Kestra Holdings): "تعكس الأسواق اليوم حالة تباطؤ أو ركود معتدل بالفعل. وبمجرد أن نحصل على تأكيد بأنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي يكسب معركته ضد التضخم – وهذا يعني أنَّنا بحاجة إلى رؤية نقاط وبيانات عدة تشير إلى أنَّ ارتفاع الأسعار يتباطأ – أعتقد أنَّ ذلك سيكون علامة على عودة شهية المخاطرة إلى السوق".
أخبار الشركات
فيما يتعلق بالأخبار الأخرى بشأن الشركات؛ قال بنك "ويلز فارغو آند كو" (Wells Fargo & Co) إنَّه سيواصل إعادة شراء الأسهم، ولكن بطريقة "حكيمة"، حتى مع إعلان "جيه بي مورغان تشيس آند كو" (JPMorgan Chase & Co) و"سيتي غروب" عن خطط لإيقاف عمليات إعادة الشراء مؤقتاً. كذلك، جرى تعديل نتائج "يونايتد هيلث غروب" (UnitedHealth Group) بالزيادة بسبب انخفاض تكاليف الرعاية الصحية، وهو ما يشير إلى أخبار إيجابية بالنسبة إلى شركات التأمين، وإن كان يعطي في المقابل إشارة تحذير لشركات المستشفيات.
العملات
سجلت المراكز التي تراهن على صعود الدولار الأميركي أعلى مستوى لها في سبع سنوات، في حين زاد المستثمرون من مراهنتهم على الاتجاه الهابط لليورو، وتحوّلوا ضد عملات الأسواق الناشئة، وفقاً لاستطلاع أجراه "بنك أوف أميركا" لمديري الصناديق.
النفط
في أسواق النفط، عوّض سعر الخام جزءاً من تراجعه خلال الأسبوع، وسط توقُّعات بأن لا تسفر زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية عن أي إعلان بشأن إمدادات النفط.
مؤشرات الأسهم
ارتفع "مؤشر ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.92% عند الإغلاق مسجلاً 3863.16 نقطة.
ارتفع "مؤشر ناسداك 100" بنسبة 1.79% ليغلق عند 11452.42 نقطة.
ارتفع "مؤشر داوجونز الصناعي" بنسبة 2.15% ليغلق عند 31288.26 نقطة.
ارتفع مؤشر "إم إس سي آي" العالمي بنسبة 1.89% ليغلق عند 2568.64 نقطة.
العملات الرئيسية
ارتفع اليورو بنسبة 0.7% إلى 1.0086 دولار عند الرابعة والنصف عصراً بتوقيت نيويورك.
ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% إلى 1.1869 دولار.
انخفض الدولار الأميركي مقابل الين الياباني بنسبة 0.32% إلى 138.46 ين.
السندات
انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار أربع نقاط أساس إلى 2.92%.
انخفض عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات خمس نقاط أساس إلى 1.13%.
انخفض عائد السندات البريطانية لأجل 10 سنوات بواقع نقطة أساس واحدة إلى 2.09%.
السلع
ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.92% إلى 97.55 دولار للبرميل.
تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.02% إلى 1705.40 دولار للأونصة.