شهدت الأسواق مستويات ملحوظة من التذبذب خلال تعاملات الخميس، في ظل رهانات المتعاملين على الخطوة المقبلة التي سيتخذها الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه المقبل في معركته لكبح جماح التضخم.
هبطت الأسهم الأميركية في بداية تعاملات الخميس بعد الأنباء السلبية التي تلقتها من نتائج أعمال عمالقة "وول ستريت"، فقد أوقف "جيه بي مورغان تشيس آند كو" مؤقتاً عمليات إعادة شراء الأسهم بعد أن جاءت الأرباح أقل من التقديرات، وأعلن "مورغان ستانلي" عن انخفاض عائدات قطاع بنوك الاستثمار. كما فقد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" قرابة 2% من رصيده في بداية التعاملات، قبيل أن تتماسك الأسهم بعد تصريحات محافظي الاحتياطي الفيدرالي التي ترجح رفع الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، بدلاً من نقطة مئوية كاملة في الاجتماع المقبل، ليغلق مؤشر "إس أند بي 500" متراجعاً 0.3%، في الوقت الذي تمكن فيه مؤشر "ناسداك 100" من الإغلاق بالمنطقة الخضراء بدعم من الأسهم الكبرى مثل "أبل" و"إنتل".
اقتصاديو "بنك أوف أميركا": ركود معتدل ينتظر الولايات المتحدة هذا العام
قال محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد، إنَّهما سيؤيدان رفع الفائدة 75 نقطة أساس في يوليو لكبح جماح التضخم. قال والر يوم الخميس في تصريحات أمام حدث مركز الاعتماد المتبادل العالمي في فيكتور بولاية أيداهو: "حتى بعد علمنا ببيانات مؤشر أسعار المستهلكين، أؤيد زيادة أخرى بمقدار 75 نقطة أساس"، وفق ما نشرته "بلومبرغ".
ورداً على أسئلة من مايكل ماكي من "بلومبرغ" عقب الخطاب، قال والر إنَّ رفع 75 نقطة أساس يعد "ضخماً"، وإذا اختار الاحتياطي الفيدرالي مثل هذه الخطوة؛ فلن يعني ذلك أنَّ المسؤولين يفشلون في مواجهة ضغوط الأسعار.
انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين بعد أن تحولت رهانات التجار بعيداً عن رفع أسعار الفائدة بنقطة كاملة هذا الشهر.
قوة الدولار
قفز مؤشر "بلومبرغ" الفوري للدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل سلة من عملات الأسواق المتقدمة والناشئة، عند أعلى مستوى له على الإطلاق، متجاوزاً ذروة جائحة كورونا. فقد صعد بنسبة 1.2% إلى 1304.55 نقطة يوم الخميس، بعد أن أظهرت البيانات أنَّ أسعار المنتجين الأميركيين تجاوزت التقديرات.
كما تجاوز مؤشر "ICE "للدولار الأميركي، وهو مقياس منفصل يقارن العملة الأميركية بالعملات المتقدمة فقط ويعطي وزناً أكبر لليورو، ذروته التي حققها خلال فترة الوباء في وقت سابق من هذا العام، ويقترب حالياً من أعلى مستوى له منذ عقدين.
مؤشر الدولار يحقق مستوى قياسي ويتجاوز ذروة 2020
ومع تخوف المستثمرين من رفع أسعار الفائدة الأميركية بحدة، بالإضافة إلى لجوئهم صوب الدولار كملاذ آمن؛ انخفض الذهب مرة أخرى صوب أدنى مستوى خلال 11 شهراً. انخفض المعدن بما يصل إلى 2.2% بعد أن أنهى يوم الأربعاء ارتفاعه بنسبة 0.6% في أعقاب تقرير التضخم الحاد من الولايات المتحدة، وسط رهان المستثمرين على أنَّ الاحتياطي الفيدرالي قد يرفع أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس. وتراجعت العقود الآجلة للذهب 1.6% إلى 1707.50 دولار للأوقية.
في سياق مواز، تجاوزت "بتكوين" عتبة 20,000 دولار، متبعة خطى مكاسب أسهم التكنولوجيا، بينما يحصل المستثمرون على مزيد من الوضوح بشأن إفلاس مقرضة الأصول الرقمية الرئيسية.
وواصل النفط هبوطه الخميس متأثراً بالمخاوف المتزايدة من الركود الاقتصادي، ليستقر خام غرب تكساس الوسيط عند أقل من 96 دولاراً للبرميل. وكانت العقود الآجلة قد هبطت إلى ما دون مستوى 91 دولاراً مسجلة أدنى مستوى لها منذ أواخر فبراير. خسر مزيج برنت استلام سبتمبر 47 سنتاً ليستقر عند 99.10 دولار للبرميل. قال "غولدمان ساكس" إنَّ السوق "تصرخ" من الضيق، وعمليات البيع هذا الأسبوع كانت مدفوعة بالسيولة المنخفضة والعوامل الفنية.