ارتفعت أسعار الذهب اليوم الاثنين بعد الإعلان عن أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وكندا ستفرض حظراً على واردات الذهب الجديدة من روسيا في أثناء قمة زعماء مجموعة الدول السبع الكبرى التي انطلقت الأحد.
قالت حكومة المملكة المتحدة في بيان، بدعم من الدور المحوري الذي تقوم به لندن في تجارة الذهب: "سيكون لهذا الإجراء تأثير عالمي، إذ يغلق تداول السلعة خارج الأسواق الدولية الرسمية، ما سيحقق تأثيراً كبيراً في قدرة الرئيس فلاديمير بوتين على جمع الأموال".
انهارت الشحنات بين روسيا ولندن إلى مستوى الصفر تقريباً منذ أن وقعت الدول الغربية عقوبات على روسيا لغزوها أوكرانيا، كما حذفت رابطة سوق السبائك في لندن، التي تضع معايير لتلك السوق، مصافي الذهب الروسية من قائمتها المعتمدة في شهر مارس الماضي.
قال أدريان آش، رئيس وحدة الأبحاث في شركة الوساطة "بوليون فولت" (BullionVault): "ما يقومون به الآن هو إعطاء طابع رسمي لما قام به قطاع الذهب فعلاً على العموم".
عقوبات غربية
سيجري تطبيق هذا الإجراء على الذهب الذي يغادر روسيا للمرة الأولى، وستصدر وزارة الخزانة قرار فرض الحظر الأميركي خلال يوم الثلاثاء، حسب مصدر على دراية بالخطة.
جرى حظر تورط الأفراد الأميركيين في معاملات مرتبطة بالذهب مع البنك المركزي الروسي، والصندوق السيادي في البلاد، ووزارة المالية، وفقاً لأمر تنفيذي وقّعه الرئيس الأميركي جو بايدن في 15 أبريل الماضي.
في حين أن العقوبات الغربية المفروضة لمعاقبة روسيا أغلقت بطريقة هائلة الأسواق الأوروبية والأميركية أمام الذهب القادم من ثاني أكبر موطن لتعدين السبائك على مستوى العالم، فإنّ تعهُّد مجموعة الدول السبع سيشكل فصلاً كاملاً بين روسيا وأكبر مركزين تجاريين حول العالم، وهما لندن ونيويورك. وتُعَدّ ألمانيا وفرنسا وإيطاليا من دول مجموعة السبع.
"غولدمان ساكس" يتوقع انتعاش الطلب على الذهب بالأسواق الناشئة في النصف الثاني
كانت لندن من أهم المقاصد للمعادن الثمينة الروسية، إذ مثلت 15 مليار دولار من الذهب الروسي الذي وصل إلى هناك خلال السنة الماضية 28% من واردات المملكة المتحدة من الذهب، حسب بيانات قاعدة بيانات تجارة السلع الأساسية التابعة للأمم المتحدة.
في حين أن المصافي نظرياً لا تزال لديها إمكانية لاستيراد الذهب الروسي بطريقة مباشرة، فقد تخلّت غالبيتها عن فعل ذلك.
ونفت رابطة المصافي السويسرية، التي تسيطر على القطاع، أن يكون أعضاؤها قد اشتروا الذهب من روسيا بعد أن أظهرت البيانات التجارية دخول سبائك الدولة إلى البلاد.
قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في البيان إنه في ظل اندفاع النخبة الروسية صوب شراء الذهب ضمن مساعي تفادي الآثار المالية المترتبة على العقوبات، فإنّ عملية فرض الحظر "ستُلحِق الضرر بطريقة مباشرة بالنخبة الحاكمة في روسيا". ووفقاً للبيان، فإن فرض حظر على الاستيراد، الذي سيجري تفعيله قريباً، سيجري تطبيقه على الذهب سواء المستخرج أو المكرر حديثاً.
استمرت تدفقات معادن أخرى خارجة من روسيا، على غرار النحاس والنيكل والبلاديوم، إذ يناضل قطاع السلع الأساسية لمعالجة علاقة طويلة الأجل مع مورد أساسي للمواد الخام على مستوى العالم.
في هذه الأثناء، يفتش قطاع الذهب الروسي عن خيارات مبيعات حديثة، على غرار القيام بتصدير مزيد إلى الصين ومنطقة الشرق الأوسط، التي لا تُعَدّ جزءاً من مجموعة الدول السبع الكبرى.