سجّل الفرنك السويسري أكبر ارتفاع له منذ سنوات مقابل اليورو والدولار الأمريكي، بعد أن رفع البنك المركزي في سويسرا أسعار الفائدة بشكل غير متوقع بـ50 نقطة أساس.
تكبد اليورو أكبر خسائر مقابل الفرنك منذ نتيجة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016، حيث انخفض إلى 1.0131 فرنك. كما ارتفعت العملة أيضاً بنحو 3% أمام الدولار الأميركي، مسجلة أكبر صعود منذ ما يقرب من سبع سنوات. واصلت العملة الارتفاع حتى بعد تعهد البنك المركزي السويسري بالتدخل إذا ارتفعت العملة بشكل مفرط، على الرغم من أنه سيتخذ إجراءات أيضاً إذا ضعفت.
تردد صدى هذه الخطوة في الأسواق الأخرى بعد أن قال البنك المركزي السويسري إن هناك حاجة إلى مزيد من التشديد، لتهبط سندات منطقة اليورو، حيث رفعت أسواق المال رهاناتها على زيادات البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة. كان كلا صانعي السياسة متخلفين حتى الآن في الاندفاع العالمي لرفع تكاليف الاقتراض لمعالجة التضخم المتفشي.
سعر التعادل
قال سايمون هارفي، محلل العملات في "مونيكس يوروب" (Monex Europe): "خلال الربع القادم، نتوقع أن يختبر اليورو مقابل الفرنك سعر التعادل، في ظل استمرار البنك الوطني السويسري في رفع أسعار الفائدة بما يتماشى مع توقعات السوق حيث يهدف إلى الحصول على فرنك حقيقي أقوى.. يستهدف البنك الوطني السويسري بشكل غير رسمي سعراً أقوى للفرنك مرجحاً بالتضخم (سعر الصرف الحقيقي) بهدف خفض مستوى التضخم المستورد".
الفرنك السويسري يتعادل مع الدولار الأمريكي لأول مرة منذ 2019
تبلغ احتمالية تداول زوج اليورو مقابل الفرنك دون سعر التعادل في فترة شهر الآن 24%، ارتفاعاً من 7% عند إغلاق يوم الأربعاء، وفقاً لتسعير الخيارات التي جمعتها بلومبرغ. وكان الزوج قد لامس سعر التكافؤ في مارس.
قال فيراج باتيل، استراتيجي الاقتصاد الكلي في "فاندا ريسيرش" (Vanda Research)، إنه بات من الواضح الآن أن "الخط غير المرئي" للبنك المركزي السويسري هو على الأرجح في مكان ما دون سعر التكافؤ.
رؤية متفائلة
ذكر "دويتشه بنك" في مذكرة يوم الخميس أن قرار البنك المركزي يؤكد رؤيتهم الصعودية للفرنك، ويتوقعون أن يقترب زوج اليورو-الفرنك من سعر التكافؤ خلال الأيام المقبلة. ويوصي البنك بشراء العملة السويسرية مقابل اليورو والدولار والجنيه.
وردد محللو "باركليز" هذا التوجه، قائلين إن الفرنك سيذهب إلى أبعد من ذلك، وينجرف إلى ما دون سعر التكافؤ. كتب وين يان، المحلل لدى البنك، في مذكرة يوم الخميس: "نتوقع زيادات أخرى لأسعار الفائدة بواقع 50 نقطة أساس، وتخفيض احتياطيات العملات الأجنبية إذا لم يصعد الفرنك بما يكفي".
حصل المتفائلون للفرنك السويسري على إشارة خضراء واضحة من البنك المركزي السويسري. قال رئيس البنك المركزي السويسري، توماس جوردان، إن البنك المركزي سيكون مستعداً لبيع العملات الأجنبية إذا ضعف الفرنك، وشراء العملات الأجنبية في حالة ارتفاع قيمة العملة بشكل مفرط. سمح البنك الوطني السويسري سابقاً للفرنك بالصعود، مما ساعد على تجنب بعض الضغوط التضخمية.
قال "دويتشه بنك": "بجانب الارتفاع الكبير في سعر الفائدة، باتت الإشارة إلى السوق الآن أوضح مما كانت عليه في الأشهر الأخيرة: يرغب البنك الوطني السويسري الآن في فرنك سويسري قوي".
جاء تحرك البنك الوطني السويسري بعد ساعات فقط من رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بثلاثة أرباع نقطة مئوية يوم الأربعاء، وهي أكبر زيادة منذ عام 1994. كما تعهد البنك المركزي الأوروبي، الذي سيرفع أسعار الفائدة الشهر المقبل، باتخاذ إجراء يوم الأربعاء لمعالجة أي تداعيات في سوق السندات.