ربما أصبحت أسواق الأسهم متشائمة للغاية بشأن أرباح الشركات، في ظل التوقعات القاتمة للاقتصاد العالمي، وفقاً لمحللين استراتيجيين في "سانفورد سي برنشتاين" (Sanford C. Bernstein).
كتب المحللان الاستراتيجيان، سارة مكارثي، ومارك دايفر، في مذكرة قائلين: "في حين أن احتمالية حدوث ركود صريح قد ازدادت على الأرجح في الأيام الأخيرة، حيث أصبح من الواضح أن الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى التصرف بشكل أكثر قوة لمعالجة التضخم، يبدو من المعقول توقع ضرورة خفض الأرباح؛ ومع ذلك من المحتمل أن تكون السوق قد بالغت في تقدير مدى هذه المسألة".
تأثرت الأسهم الأميركية والأوروبية في الأسابيع القليلة الماضية، حيث تراجع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" (S&P 500) في سوق هابطة، بينما يستعد المستثمرون لمواجهة أكبر رفع لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي منذ عام 1994 لترويض التضخم المرتفع والعنيد. لكن في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من الركود التضخمي، قدّمت تقديرات أرباح المحللين حتى الآن نقطة مضيئة، لاسيما في أوروبا.
فضلاً على ذلك، لا يزال مؤشر مراجعات الأرباح الصادر عن "سيتي غروب" (Citigroup)، والذي يتتبع العدد النسبي لزيادة الأرباح مقابل التخفيضات، يُظهر مراجعات إيجابية سائدة في أوروبا. وعلى الرغم من أن المراجعات العالمية والأميركية سلبية، فقد تباطأت وتيرة الانخفاض في الأسابيع الأربعة الماضية.
وفقاً للمحللين الاستراتيجيين في "برنشتاين"، فإن توقعات نمو الأرباح ظلت إيجابية مرتين فقط في العقود الثلاثة الماضية، بينما تراجعت أسواق الأسهم في عامي 2002 و2011. وفي حين أن التوقعات كانت معتدلة في وقت لاحق، إلا أن الأسهم تعافت بسرعة أيضاً.
أضاف المحللان الاستراتيجيان في برنشتاين: "قد لا يكون سلوك المحللين غير منطقي كما يبدو للوهلة الأولى".
ومع ذلك، فإن المحللين منقسمون على نطاق أوسع حول توقعات الأسهم، وكذلك الأرباح، حيث خفض محللو "دويتشه بنك" (Deutsche Bank) توقعاتهم لأرباح الأسهم على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" في مذكرة أمس الثلاثاء، قائلين إن التقديرات مرتفعة للغاية حالياً ومُعرضة لخفض التصنيف.
في الوقت ذاته، قال المحللون الاستراتيجيون في "مورغان ستانلي" (Morgan Stanley)، و"غولدمان ساكس غروب" (Goldman Sachs Group)، و"بلاك روك إنفستمنت إنستيتيوت" (BlackRock Investment Institute) أيضاً في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الأسهم لا تعكس بالكامل المخاطر التي تواجه أرباح الشركات على الرغم من التراجع الأخير.
