بدأ منتجو السيارات الكهربائية في الصين بالتخلص من غبار أسوأ الأزمات التي امتدت من نقص قطع الغيار وأعطال سلاسل التوريد، التي نتجت عن إغلاق البلاد، مع نجاح أربع شركات على الأقل في بيع ما يزيد على 10 آلاف سيارة خلال الشهر الماضي.
تعد عودة الزيادة في تسليم السيارات في شهر مايو علامة مشجعة بالنسبة إلى أكبر سوق للسيارة الكهربائية في العالم.
تحسنت حركة الشحن الشهرية رغم أن سكان مدينة شنغهاي – وهي المركز التجاري والمالي في قلب الصين – يلزمون بيوتهم إلى حدٍّ كبير، كما أن العاصمة بكين، ومدينة تيانجين تواجهان اضطرابات مرتبطة بفيروس كوفيد.
قال "دويتشه بنك" في مذكرة بحثية إن التعافي بدرجة أفضل من المتوقع أمر مبشر وواعد. وقال محلل البنك إديسون يو: "سجلت مبيعات السيارة الكهربائية في الصين مستوى أفضل من المتوقع في شهر مايو مع تعافي القطاع من أزمة الإغلاق المرتبطة بفيروس كوفيد. ونحن نتوقع تحسناً حقيقياً وملموساً في شهر يونيو مع استئناف العمل والإنتاج في شنغهاي".
مع ذلك، خفّض "يو" كمية المبيعات المتوقعة في الصين عن العام كاملاً بنحو 300 ألف وحدة إلى 5.2 مليون سيارة تعمل بالطاقة الجديدة، بعد حساب تأثير الاضطرابات الأخيرة في الاقتصاد.
قالت جميعة سيارات الركوب في الصين بداية العام الجاري إنها تتوقع أن تبلغ المبيعات نحو 5.5 مليون وحدة من سيارات الطاقة الجديدة في 2022.
من المنتظر، خلال الأيام المقبلة، أن تُعلن أرقام شهر مايو الخاصة بشركة "بي واي دي" (BYD)، التي تعتبر بمثابة جرس الإنذار للقطاع بسبب حجمها في الصين. وسوف يتابع الجميع عن كثب مدى قدرة الشركة على الحفاظ على مبيعاتها فوق مستوى 100 ألف وحدة للشهر الثالث على التوالي.
يتم تصدير عدد كبير من السيارات الكهربائية التي تصنع في الصين إلى أوروبا، بحسب تقرير لمعهد "مركاتور للدراسات الصينية" – مريكس (Merics) صدر في 30 مايو.
قال التقرير إن أوروبا الآن هي ميناء الوصول للسيارات الكهربائية "المصنوعة في الصين"، ليس بسبب أنها الأفضل، وإنما بسبب أن شركات صناعة السيارات الأوروبية والأمريكية تتجه إلى تصنيع السيارات الكهربائية في الصين، بما فيها السيارات الموجهة للسوق الأوروبية.
بحسب محللي "مريكس": "من المنتظر أن تواصل صادرات الصين نموها القوي مع إعلان مزيد من الشركات عن خطط التصدير وإلغاء بكين دعم المشتريات على مراحل، وهي خطوة من شأنها تخفيض مستوى الطلب المحلي. وعلى هذه الخلفية، فإن أوروبا هدف له جاذبية خاصة بسبب انخفاض الحواجز التجارية حالياً، وشبكة الشحن المتطورة وارتفاع دعم شراء السيارات الكهربائية الذي يمكن استخدامه أيضاً مع الواردات".
من بين أعلى ثلاث شركات ناشئة للسيارات الكهربائية في الصين، سجّلت شركة "لي أوتو" (Li Auto) أداء أفضل من شركة "إكس بنغ" (Xpeng) وشركة "نيو" (Nio) في شهر مايو.
سلمت شركة "نيو" نحو 7024 سيارة فقط في الشهر الماضي. وتأثرت سلباً أكثر من الشركات الأخرى بسبب موقع الإنتاج في شنغهاي. وسلمت شركة "لي أوتو" 11500 سيارة تقريباً، متجاوزة عدد السيارات التي سلمتها في مارس الماضي، قبيل إغلاق شنغهاي. وحذّرت الشركة، التي تتخذ مقرها في بكين، من أنها مازالت تواجه تحديات بسبب نقص التوريدات من أجزاء السيارات.
أعلنت أيضاً الشركات الناشئة الأصغر حجماً مثل "هوزون نيو إنيرجي أوتوموبايل" (Hozon New Energy Automobile) و"جيجيانغ ليبموتور تكنولوجيز" (Zhejiang Leapmotor Technologies) أرقاماً شهرية أفضل، رغم أن نتائج "هوزون" كانت أقل قليلاً من أدائها في شهر مارس.
وأعلنت السيارة الكهربائية من طراز "زيكر" (Zeekr) التي طورتها شركة "جيجيانغ جيلي هولدينغ غروب" (Zhejiang Geely Holding Group) تسليم 4330 وحدة، في أفضل أداء شهري لها، وذلك رغم أنها بدأت تسليم السيارات للعملاء في شهر أكتوبر.