تطمح شركة لافارچ مصر، في العودة إلى الربحية بحلول عام 2024، بعد خسائر تتكبدها الشركة منذ عام 2017 وحتى الآن، بحسب سولومون بومجارتنر أفيلز، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات لافارﭺ في مصر خلال مقابلة مع "الشرق".
تعود أسباب خسائر الشركة، إلى مجموعة من العوامل، منها زيادة الطاقة الإنتاجية في السوق المحلية عن الطلب، وارتفاع تكلفة الإنتاج وزيادة سعر الطاقة وتحرير سعر الصرف، بحسب أفليز، الذي رفض الخوض في تفاصيل بشأن قيمة الخسائر المتراكمة ومديونية الشركة.
تبلغ الطاقة الإنتاجية للافارج مصر، وهي عضو في مجموعة هولسيم العالمية، 9.5 مليون طن من خلال 5 خطوط إنتاج، وهي أكبر شركة للمجموعة العالمية التي تعمل في 70 دولة حول العالم، وتتوقع الشركة هذا العام إنتاج ما يزيد عن 5 ملايين طن من مصنعها في مصر من الأسمنت.
أضاف أفيلز أن شركته بدأت في "تقليص خسائرها بفضل بدء تحسن السوق، سنبدأ هذا العام أيضاً في سداد القروض والفوائد المستحقة على الشركة والتي تقدر بمليارات الجنيهات، نأمل أن نصل إلى نقطة التوازن بين المصروفات والإيرادات في 2024 وأن نتحول للربحية من جديد".
عانى قطاع الأسمنت في مصر خلال السنوات القليلة الماضية من ارتفاع أسعار الطاقة وانخفاض الطلب وتخمة المخزون، إلى أن تدخل جهاز حماية المنافسة في مصر ووافق العام الماضي على طلب 23 شركة مصنعة للأسمنت بتخفيض الطاقة الإنتاجية بشكل مؤقت، محددة خط أساس عند 10.69%، وهو ما عمل على حدوث انفراج بعض الشيء للشركات بالسوق.
زادت أسعار الأسمنت في مصر من نحو 850 جنيهاً للطن في 2019 إلى ما يصل إلى 1550 جنيهاً حالياً، لكنه صاحب ذلك زيادة في تكلفة الإنتاج والطاقة والمواد الخام على الشركات، (الدولار يعادل 18.35 جنيه).
طالع أيضا: إنفوغراف.. التضخم السنوي في مصر عند أعلى مستوى منذ 2019
كان التأثير الأكبر على صناعة الأسمنت في مصر، هو قرار الحكومة بوقف تراخيص أعمال البناء، خاصة وأن بناء الأفراد يمثل 70% من سوق البناء في مصر.
حجم سوق الأسمنت في مصر ارتفع إلى 49 مليون طن في 2021 من 45 مليون طن في 2020، بحسب أفيلز الذي توقع زيادة حجم السوق إلى 50 مليون طن هذا العام على أن يتعافى القطاع بشكل كامل خلال 3 سنوات إذا استمرت الأوضاع الحالية كما هي دون أي متغيرات جديدة.
تحدي الطاقة
قال أفليز في حديثه مع "الشرق"، إن "أسعار الطاقة هي التحدي الأكبر لصناعة الأسمنت في مصر حالياً، حيث تمثل الطاقة 60% من تكلفة الإنتاج ونقوم باستيراد الفحم من الخارج، في عام 2019 كان سعر الاستيراد للطن 50 دولاراً وبدأ يزيد بعد جائحة كورونا، أما الآن فنتحدث عن نحو 330 دولاراً للطن مع استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية".
ارتفعت أسعار السلع والطاقة لأعلى مستوياتها على الإطلاق بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وسط نقص حاد في المواد الأساسية والسلع.
استثمرت شركات الأسمنت الأجنبية بكثافة في مصر بعد مبادرة الخصخصة التي بدأت في التسعينيات. ومن هذه الشركات هايدلبرج الألمانية وفيكات الفرنسية ولافارج هولسيم السويسرية وتيتان اليونانية وسيمكس المكسيكية. وأنشأ لاعبون محليون مصانعهم الخاصة في وقت لاحق.
إلى ذلك قال أفليز إن شركته قامت بتصدير 500 ألف من الكلنكر عام 2021 ،ونستهدف هذا العم تصدير 100 ألف طن، مضيفاً أن "المنافسة ليست كبيرة في التصدير بسبب ارتفاع تكلفة الشحن، من قبل كنا ننافس بقوة في التصدير لشرق أفريقيا لكن الآن الإمارات هي من تتواجد بقوة هناك بسبب أسعار الشحن".