في حين أنه من المعتاد أن تزيد قوة الدولار الأمريكي عندما يلوح الركود في الأفق، فإن كل الرهانات تتلاشى بمجرد حدوثه.
جاء ذلك وفقاً لخبراء استراتيجيين في "غولدمان ساكس" بما فيهم زاك باندل، الرئيس المشارك لوحدة استراتيجية العملات الأجنبية والأسواق الناشئة العالمية، والذين استندوا إلى البيانات التاريخية التي تكشف عن أداء أشد تبايناً للدولار خلال فترة الركود الاقتصادي.
تحول المستثمرون إلى الدولار خلال السنة الجارية كملاذ مفضل دائماً، في ظل تصاعد مؤشر بلومبرغ للدولار على مدى الأسابيع الـ6 المنصرمة ليسجل أعلى مستوى له خلال عامين يوم الخميس الماضي. ورغم ذلك، في ظل رفع خبراء الاقتصاد في بلومبرغ من نسبة احتمالية حدوث ركود خلال العام الحالي إلى 30%، ربما تواجه قوة الدولار حالياً تهديداً قريباً.
يتمثل الدليل التاريخي في الفترة من 1999 إلى 2001، عندما تشابه الاقتصاد الأمريكي مع الظروف الحالية من حيث تراجع تقييمات أسهم النمو، بجانب نشاط بنك الاحتياطي الفيدرالي وقوة الدولار. في الوقت الراهن، فإن الدولار "مقوماً بأكثر من قيمته" بما يصل لنحو 18%، بحسب "غولدمان ساكس".
مساران محتملان
بحسب توقعات "غولدمان ساكس"، توجد نتيجتان محتملتان للعملة الأمريكية خلال الأسابيع القادمة؛ في حال تحسنت آفاق النمو على مستوى العالم، فستضعف في ظل توجه المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر المرتفعة، وفي حال دخل الاقتصاد العالمي في ركود، فإن مسار الدولار سيكون مبهماً.
في الحالة الأولى، يتعين بيع الدولار مقابل غالبية العملات، وفضّل "غولدمان ساكس" عملات الدول مصدرة السلع الأساسية على غرار الدولار الكندي. أما الحالة الثانية فسيتفوق الين الياباني على الدولار كما هو معتاد خلال فترات الركود. يتوقع المحللون صعوداً بنسبة تصل إلى 20% لسعر صرف الين في حالة وقوع ركود.
كتب باندل وآخرون: "يعد أداء الدولار خلال فترات الركود وما حولها أقل وضوحاً مقارنة بأداء الأصول الأخرى، حيث يعتمد على التوقيت الدقيق لمسار الأحداث في أنحاء المناطق، ومحصلة أداء أسواق الأصول الأمريكية مقارنة بالآخرين، وغيرها من الأمور".
بالتأكيد سيبقي ما إذا كانت الولايات المتحدة ستغرق في الركود موضوعاً محل نقاش داخل وول ستريت. قال رئيس مجلس إدارة "غولدمان ساكس"، لويد بلانكفين، خلال برنامج "واجه الأمة" على محطة "سي بي اس" يوم الأحد، إنه "احتمال مرتفع للغاية".
رغم ذلك، صرحت أماندا لينام، كبيرة المحللين الإستراتيجيين للائتمان في "غولدمان ساكس"، لبرنامج "سورفيليانس" على تلفزيون بلومبرغ يوم الإثنين، إن خبراء الاقتصاد في المؤسسة لا يأخذون في الحسبان حدوث ركود خلال السنة الحالية كحالة أساسية، رغم أنها ناقشت السيناريوهات التي تشمل حدوث تباطؤ للاقتصاد.