مرّ أكثر من عامين فقط منذ أن اختير، توماس غوتشتاين، من بين عشرة أعضاء في مجلس إدارة تنفيذي لقيادة مجموعة "كريدي سويس" في تغيير قيادي مثير. وسيكون قريباً الوحيد المتبقي من تلك المجموعة.
وفي هذا الصدد، قال البنك السويسري المتعثر يوم الأربعاء إن مديره المالي، ورئيس آسيا، والمستشار العام سيغادرون جميعاً بعد خسارة فصلية ثانية على التوالي والصداع القانوني المستمر.
يُشار إلى أن أكسل ليمان، ثالث رئيس مجلس إدارة للشركة في حوالي عام، يُفاقم من قلب الأوضاع في المراتب العليا في البنك قبل أيام فقط من أول اجتماع سنوي للمساهمين.
عندما أصبح غوتشتاين الرئيس التنفيذي في فبراير 2020، تولى أندريه هيلفينشتاين إدارة القسم المصرفي السويسري في "كريدي سويس" وانضم إلى المجلس التنفيذي.
ويكافح بنك "كريدي سويس" للخروج من سلسلة خسائر متتالية تضمنت خمسة تحذيرات بشأن الأرباح في الأرباع الستة الماضية وأكبر الخسائر بين أقرانه في وول ستريت بعد انهيار شركة "أركيغوس كابيتال مانجمنت" (Archegos Capital Management) الذي جعله يتضرر بمبلغ 5.5 مليار دولار.
كما أثار البنك غضب بعض المستثمرين الذين يطالبون بمزيد من الإفصاح عن انهيار مجموعة من صناديق تمويل سلسلة التوريد التي تديرها الشركة السويسرية مع المقرض الفاشل "غرينسيل كابيتال" (Greensill Capital).
إليكم نظرة على مَن انضم إلى البنك ومَن غادره:
المدير المالي
يغادر ديفيد ماذرز، الذي أمضى أكثر من عقد في منصب المدير المالي، البنك بمجرد العثور على بديل. وكان ماذرز نصيراً قوياً لبنك "كريدي سويس"، حيث قاده خلال فترة ما بعد الأزمة المالية كرئيس لقسم التمويل للخدمات المصرفية الاستثمارية.
وتضمنت فترة ولايته ثلاثة رؤساء تنفيذيين، وعدة زيادات لرأس المال آخرها كان إصدار سندات قابلة للتحويل لدعم رأس مال البنك بعد أن تلقى ضربة من "أركيغوس". وهو أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة "كريدي سويس إنترناشيونال".
سيُجري "كريدي سويس" بحثاً داخلياً وخارجياً - بمشاركة ماذرز - لملء كلا المنصبين. وقال غوتشتاين إنه قبِل قرار ماذرز بالمغادرة "مع الأسف".
الرئيس التنفيذي لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا
سوف تتولى فرانشيسكا ماكدوناغ، الرئيسة التنفيذية لمجموعة "بنك أوف أيرلندا" (Bank of Ireland Group) منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بحلول الأول من أكتوبر؛ حيث ستحل محل فرانشيسكو دي فيراري، الرئيس التنفيذي لقسم إدارة الثروات، الذي شغل منصب أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا على أساس مؤقت منذ يناير.
وقال "بنك أوف إيرلندا" في بيان صدر في وقت متأخر يوم الثلاثاء إن ماكدوناغ، التي تولت منصب الرئيس التنفيذي في 2017، ستغادر البنك الأيرلندي في سبتمبر.
قبل ذلك، أمضت أكثر من عقدين في "إتش إس بي سي هولدينغز"، بما في ذلك منصب الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية للأفراد وإدارة الثروات.
الرئيس التنفيذي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ
سيتنحى هيلمان سيتوهانغ عن منصبه كرئيس لآسيا والمحيط الهادئ في الأول من يونيو. حيث انضم إلى مصرف "كريدي سويس" في عام 1998، وشغل منصب الرئيس التنفيذي لآسيا منذ عام 2014، بعد أن كان يدير في السابق بنكاً استثمارياً في المنطقة.
وقد جري تفكيك منطقة سيتوهانغ مؤخراً كجزء من إعادة الهيكلة التي دمجت العديد من الشركات الآسيوية في وحدات عالمية، مما تركه مع مسؤولية إقليمية دون أن يكون هناك قسم أعمال ليديره.
وسيبقى سيتوهانغ في البنك ويصبح مستشاراً أول للمدير التنفيذي للمجموعة، مع التركيز على العملاء الأساسيين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
في حين سيحل إدوين لو، الذي كان يعمل في بنك "كريدي سويس" منذ عام 1996، محل سيتوهانغ في المجلس التنفيذي. وهو يشغل حالياً منصب الرئيس المشارك للخدمات المصرفية الاستثمارية في آسيا والمحيط الهادئ والمدير التنفيذي لجنوب شرق آسيا. كما عمل سابقاً في شركة "شرودرز أستراليا" وشركة المحاماة "ماليسونز ستيفن جاكس".
المستشار العام للمجموعة
من المقرر أن ينضم المستشار العام السابق لمجموعة "يو بي إس" (UBS Group)، ماركوس ديثيلم، إلى البنك في الأول من يوليو، خلفاً لروميو سيروتي، الذي ترأس الاستراتيجية القانونية خلال العقد الماضي.
وقد انضم سيروتي في عام 2006 كمستشار عام للخدمات المصرفية الخاصة وكمدير مشارك عالمي للامتثال للبنك بأكمله. كذلك أصبح مستشاراً عاماً في عام 2009.
وكان ديثيلم سابقاً كبير المسؤولين القانونيين للمجموعة في "سويس ري" (Swiss Re) وعمل مع شركات المحاماة الأمريكية "غيبسون" (Gibson)، و"دان أند كروتشر" (Dunn & Crutcher)، و"شيرمان أند ستيرلنغ" (Shearman & Sterling).
في الواقع، أثبتت تكاليف التقاضي أنها عائق متكرر لجهود تعافي البنك، حيث يعمل البنك المتعثر في جو من تراكم الدعاوى القضائية من النزاعات القديمة والخسائر الحديثة بما في ذلك "أركيغوس" و "غرينسيل".
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي غوتشتاين يوم الأربعاء، إن البنك قام بتصفية أكثر من 80 قضية خلال العام ونصف العام الماضيين، وتسوية 13 قضية، حيث قال في مقابلة مع مانوس كراني في تلفزيون بلومبرغ "هذا تقدم كبير ولكن ما يزال هناك المزيد للقيام به".
يأمل مستثمرو "كريدي سويس" أن يساعد الإصلاح الشامل في رسم الحدود وتعزيز سعر السهم الذي انخفض إلى النصف منذ بداية مارس 2021.
وقال غوتشتاين في بيان له: "أتطلع إلى انضمام فرانشيسكا، وماركوس، وإدوين إلى المجلس التنفيذي بالنظر إلى رؤاهم المهنية العميقة ومعرفتهم القوية بصناعة الخدمات المالية؛ وأودّ أن أشكر روميو، وديفيد، وهيلمان على خدماتهم".