إيلون ماسك هو القائد الخطأ لمهمة "تويتر" الجوهرية

إيلون ماسك خلال افتتاحه مصنع "غيغا" التابع لشركة "تسلا" في مدينة أوستن بولاية تكساس يوم 7 أبريل 2022.  - AFP
إيلون ماسك خلال افتتاحه مصنع "غيغا" التابع لشركة "تسلا" في مدينة أوستن بولاية تكساس يوم 7 أبريل 2022. - AFP
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

يبدو كما لو أن "تويتر" ستبيع نفسها إلى إيلون ماسك مقابل 43 مليار دولار، مما سيجعل الصفقة واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ المدعومة بالقروض في تاريخ "وول ستريت"، وتمنح مدير "تسلا" مكانة قوية في وسائل التواصل الاجتماعي.

الحسابات غامضة، وكذلك نيات ماسك. يَعِدُ هذان العاملان بجعل هذه الصفقة كارثة محتملة، وسيجبران المستثمرين، والمديرين، والمستخدمين، والمجتمع، على التفكير بشكل أكثر وضوحاً وجدية في الدور الذي تلعبه شركات وسائل التواصل الاجتماعي في عصر شوّهه انتشار الدعاية والمعلومات المضللة.

عادةً ما تتضمن عمليات الاستحواذ المدعومة بالقروض جعل الشركات المتداولة علناً خاصة بواسطة مراكمة الديون عليها واستخدام التدفق النقدي لسداد تلك الالتزامات. وخلال العملية، تهدف الشركات التي تستحوذ على الشركات إلى جعل المؤسسة المستهدفة أكثر تنافسية وابتكاراً، أو على أي حال هذه هي النظرية.

كانت موجة الاستحواذ التي بدأت في الثمانينيات وبلغت ذروتها في عام 2007 مليئة بالصفقات المنحرفة. أصبح مشهد عمليات الاستحواذ المدعومة بالقروض أكثر هدواً بعد الأزمة المالية لعام 2008، لكن العوائد الجيدة للمستثمرين وانخفاض أسعار الفائدة تسببا في وصول الصفقات إلى مستويات مرتفعة جديدة في السنوات الأخيرة. إذا أوقع ماسك "تويتر" في شَرَكه فستصبح حتماً دراسة حالة بارزة لفاعلية عمليات الاستحواذ المدعومة بالقروض.

بالطبع وجود ماسك يعني أن الاستحواذ ليس مجرد شيء واحد، لذلك دعونا نفحص الحسابات. يقول ماسك إنه التزم مبلغ 21 مليار دولار من أمواله الخاصة، ومن المفترض أنه سيبيع جزءاً كبيراً من أسهم "تسلا" لجمع هذه الأموال. ستقرضه البنوك 12.5 مليار دولار، مكفولة بـ62.5 مليار دولار إضافية من أسهمه في "تسلا". سيجري تمويل باقي سعر الشراء والتكاليف الأخرى من خلال ديون بقيمة 13 مليار دولار ستتحملها شركة "تويتر" (اقرأ مقال زميلي مات ليفين للحصول على حساب أكثر تفصيلاً)، ولكن في المحصلة سيكون لدى "تويتر" نحو مليار دولار من مدفوعات الفوائد المستحقة سنوياً.

المصدر: الشرق
المصدر: الشرق

قد يكون ذلك تحت السيطرة، لكن بشق الأنفس. من المتوقع أن تبلغ التدفقات النقدية لـ"تويتر" (الأموال التي تجنيها قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك واستهلاك الدَّين) نحو 1.43 مليار دولار هذا العام، و1.85 مليار دولار في عام 2023. لذلك ستستهلك مدفوعات الديون جزءاً كبيراً من أموال "تويتر". سيكون بإمكان أصحاب المنازل -الذين يدفعون أكثر بكثير مما يجب على رهن عقاري كبير ومدفوعات الفائدة ذات الصلة- التعاطف مع الزاوية المالية التي قد يضع ماسك شركة "تويتر" فيها.

سيكون لدى ماسك نحو مليار دولار من مدفوعات الفوائد أيضاً، وإذا واجهت أسهم "تسلا" مشكلات فقد يتعرض ماسك للضغط، لكن دعونا نترك محفظته خارج هذا المزيج في الوقت الحالي. سيتعين على "تويتر" نفسها أن تتحول بكامل طاقتها لكسب هذا النوع من المال الذي تحتاج إليه لتكون مربحة ومكتفية ذاتياً.

لذلك سيكون على ماسك ضغط لإنجاح الأمور المالية. يقال إنّ لديه خططاً كبيرة للقيام بذلك، ويبدو حتى الآن أنها ترقى إلى مستوى البيانات غير المعلنة الذي أظهره لداعميه. لكنه قال أيضاً إنه غير مهتم بـ"تويتر" لأسباب اقتصادية، مما تسبب في توقف مؤقت من قِبل بعض الممولين المحتملين. ووفقاً لـ"بلومبرغ نيوز"، لن يكون للصفقة معنى كبير بالنسبة إلى معظم المستثمرين في الأسهم الخاصة.

لكن ماسك أثّر في "مورغان ستانلي"، و"بنك أوف أمريكا"، و"باركليز"، وغيرهم من كبار اللاعبين، ويرجع ذلك جزئياً إلى ما وصفته "بلومبرغ نيوز" بأنه "حماسه للصفقة". وهو حماس محدود التأثير حتى الآن، ولكن من المفترض أن المؤسسات الكبيرة مثل "مورغان ستانلي" قد اتخذت الاحتياطات اللازمة، أو قد يريدون أيضاً أن يظل ماسك ينظر إليهم بإيجابية حتى يكونوا في وضع جيد للحصول على تدفق الصفقات من "تسلا"، أو ربما القليل من كليهما. سيكون الوقت كفيلاً بإخبارنا.

أعرب المستثمرون عن بعض التفاؤل، ما رفع سعر السهم أكثر من 3% يوم الاثنين، على الرغم من أنه لا يزال أقل من سعر العرض 54.20 دولار للسهم.

لم يقدم ماسك حتى الآن تفاصيل ذات مغزى حول ما سيفعله بالضبط لزيادة سرعة محركات "تويتر". لقد كان قائداً فعالاً وجريئاً في "تسلا"، لكن "تسلا" تصنع السيارات الكهربائية، إنها ليست شركة إعلامية. لا تُترجَم البراعة الإدارية غالباً عبر أنواع مختلفة من الأنشطة التجارية. ووجدت شركات الإعلام أن العصر الرقمي مليء بالتحديات، مع تبخر الإعلانات أو في ظل صعوبة العثور على قنوات جديدة وتحصيل إيرادات الاشتراكات.

تقدم الشركات الإعلامية أيضاً خدمة عامة. في عالم مثالي، تُبقي الشركات الإعلامية المسؤولة المستخدمين على اطلاع، وتراقب كيفية استخدام القوة وكيف يتطور المجتمع وتوفر منتديات للأفكار. استخدم ماسك وسائل التواصل الاجتماعي لممارسة الألعاب في مصالحه التجارية، وليضايق أولئك الذين لا يعجبونه، وللاصطدام مع القانون والمنظمين. لا شيء من ذلك هو وصفة لإدارة وسائل الإعلام المستنيرة.

كما تعلمنا أيضاً من متاعب "فيسبوك" و"تويتر" التي تُعَدّ ولا تحصى في مراقبة الدعاية والمعلومات المضللة، تحتاج شركات وسائل التواصل الاجتماعي إلى القيام بعمل أفضل لفحص المعلومات على منصاتها. لا يُظهِر ماسك أي علامة على أنه قادر على القيام بهذه المهمة.

نعم، من المقنع مشاهدة ماسك وهو يقوم بعمله، ومن المثير للاهتمام (وغالباً ما يكون مزعجاً) رؤية مقدار ما يحطمه خلال مسيرته، ولكن الشركات الإعلامية مهمة. إنها تصوغ الحوار العام والمحادثات الخاصة. وللتهريج والفشل في السداد سعر أكبر من 43 مليار دولار.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

الآراء الأكثر قراءة