يرى رؤساء بعض أكبر البنوك الإقليمية في الولايات المتحدة تزايد مخاطر الركود بسبب رفع "الاحتياطي الفيدرالي" أسعار الفائدة، رغم تعزيز تلك الزيادات إيرادات الائتمان لديها.
يسعى صانعو السياسة النقدية في "الاحتياطي الفيدرالي" للحد من ارتفاعات أسعار المستهلكين، التي زادت بنسبة 8.5% في مارس على أساس سنوي.
قال الرئيس جيروم باول، إن رفع سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية "مطروح على الطاولة" في اجتماع مايو المقبل.
رغم استفادة البنوك من الزيادات على المدى القصير، وأثرها في زيادة إيرادات الفوائد التي تحصلها مقابل الإقراض، يرى المسؤولون التنفيذيون مخاطر من سياسة التشديد النقدي المبالغ من البنك المركزي.
قال الرئيس التنفيذي لـ"فايفث ثيرد بانكورب" (Fifth Third Bancorp)، غريغ كارمايكل، في مقابلة: "قد يصعب استقرار الاقتصاد، وقد نصل في نهاية عام 2023 إلى حالة ركود".
يتزامن ذلك مع زخم الائتمان. حيث نمت القروض لدى مجموعة من كبرى البنوك الأمريكية المدرجة، التي أعلنت نتائجها المالية حتى يوم الخميس، في الربع الأول بمتوسط 1.4% مقارنة بالربع الرابع من العام الماضي وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ.
باستثناء أرصدة القروض الخاصة بمدفوعات برنامج الدعم، ومحفظة قروض السيارات التي باعتها الشركة، ارتفع متوسط قروض "كي كورب" (KeyCorp) 15% في الربع الأول على أساس سنوي، ما عزز أداء الشركة، التي يقع مقرها في كليفلاند، رغم تباطؤ أداء الخدمات المصرفية الاستثمارية، التي أرجعها الرئيس التنفيذي كريس غورمان إلى تقلبات السوق.
قال غورمان في مقابلة: "إذا كنت تريد طرح أسهمك في اكتتاب عام أولي، فلن تدخل متعمداً في سوق متقلبة".
يتوقع البنك زيادة القروض للعام بأكمله بنسبة مئوية في المنتصف بين 10 و20%، فيما تتسم توقعات باقي البنوك الأخرى بالتفاؤل أيضاً.
توقعات الائتمان
تتوقع مجموعة "بي إن سي فاينانشيال سيرفيز" (PNC Financial Services Group) نمو القروض في المتوسط بنسبة 10% للعام بأكمله، بحسب تصريحات المدير المالي روبرت ريلي للمحللين والمستثمرين، في المؤتمر الهاتفي للتعليق على الأرباح الذي انعقد الأسبوع الماضي، ولم يعلن البنك تقديرات بشأن تلك المؤشرات وقتما أعلن عن نتائجه المالية للربع الأول من عام 2021 في أبريل الماضي.
لكن رغم توقعات القروض المتفائلة، يدرك التنفيذيون أن المشهد الاقتصادي قد يصبح قاتماً.
قال بيل روغرز جونيور، الرئيس التنفيذي لـ"تروست" (Truist)، في مؤتمر هاتفي مع المحللين يوم الثلاثاء، "بينما نعتقد أن الاقتصاد يسير على أسس سليمة على المدى القريب، فإن الرياح المعاكسة لعدم اليقين الجيوسياسي إلى جانب البيئة التضخمية والتوقعات القوية لتشديد السياسة النقدية تخلق مجموعة واسعة من التوقعات الاقتصادية مع تقدمنا في هذا العام والعام المقبل".
