نجحت إيطاليا وإيرلندا وسلوفينيا في تلقي طلبات شراء تقارب 200 مليار دولار على أول إصدار من السندات المجمعة لهذا العام، إذ من المقرر أن تعقبها حكومات أخرى بالمنطقة بما في ذلك فرنسا وبلجيكا لبيع إصدارات ديون بنحو 30 مليار يورو (36.8 مليار دولار) في الأسبوع المقبل، وفقًا لـ "دانسك بنك" (Dansk Bank)
ومن المرجح أن يتراجع المعروض من إصدارات الديون الأوروبية تدريجياً وسط دعم البنك المركزي الأوروبي لشراء السندات وضخ المزيد من السيولة.
ويتدفق الآن ما يقرب من 3.5 تريليون يورو من النقد الفائض إلى الاقتصاد، الأمر الذي يشجع المستثمرين على زيادة حيازتهم من الديون السيادية، حتى مع الاقتراض الواسع للحكومات وإنفاق المزيد لحماية اقتصاداتها.
وقال جينس بيتر سورنسن، كبير المحللين في دانسك: "رغم التوقعات بتحفيز مالي كبير، والمزيد من المعروض من سندات الخزانة الأمريكية، واحتمال ارتفاع معدلات الفائدة، لم يتسرب القلق إلى السوق". وأضاف: "يبحث المستثمرون عن العائد بشكل كبير في ظل السيولة الفائضة لديهم وسط معدلات فائدة سلبية ومنخفضة بشكل كبير".
ويتوقع جينس أن تصدر فرنسا وبلجيكا سندات لآجال 50 و10 سنوات على التوالي الأسبوع المقبل من خلال البنوك. ورغم أن الطرح بهذه الطريقة يعد أكثر تكلفة من المزادات، إلا أنه يسمح للحكومات بجمع مبالغ كبيرة جدا بسرعة أكبر مع تنويع قاعدة المستثمرين.
ومن المتوقع أن تجمع حكومات منطقة اليورو أكثر من تريليون يورو من إصدارات الديون هذا العام، وفقًا لـ "أي إن جي غروب".
ويعد برنامج شراء السندات الطارئة للبنك المركزي الأوروبي البالغ 1.85 تريليون يورو كاف بشكل كبير لتغطيتها حتى بعد احتساب عمليات الاسترداد، وفقًا لبنوك بينها جي بي مورغان.
اَجال أطول
إضافة إلى الطلب المتزايد على الأوراق المالية في الوقت الحالي، هناك تراكم متزايد للديون ذات العوائد السلبية في أوروبا، مما يدفع المستثمرين للهروب بعيداً عن منحى العائد الأقل من الصفر.
ويتوقع الخبراء الاستراتيجيون، ومن بينهم أمان بانسال بـ "سيتي غروب"، إصدار آجال استحقاق أطول من 15 عاماً لتمثل ربع إجمالي الإصدارات المتوقعة في العام 2021، وهو مستوى مماثل للعام الماضي".
ويضاف إلى نهم البحث عن العائد طبيعة وموسمية المرحلة والمرتبطة بقرارات الاستثمارات في بداية العام، وهو ما يفسر الإقبال على إصدارات الديون في منطقة اليورو مع بداية العام، وفقًا لـ سفيا سليم بشركة بوفا غلوبال للأبحاث التي قالت: "جنباً إلى جنب مع زيادة نشاط الإصدار، يميل المستثمرون أيضاً إلى النشاط في بداية العام بشكل خاص لتخصيص الأصول".
وتمت تغطية السندات الفرنسية لأجل 30 عاما خلال الأسبوع الماضي بأكبر معدل تغطية منذ أغسطس، بينما ارتفع الطلب على نظيرتها الإسبانية إلى أعلى مستوى من التغطية منذ العام 2019 ما يعكس سعي المستثمرين وراء العائد.
وتلقت إيطاليا طلبات بأكثر من 105 مليارات يورو لعروض السندات لأجل 10 سنوات، وهو ما يقل بصورة طفيفة عن الرقم القياسي المسجل في يونيو.