قالت ماري دالي، رئيسة "الاحتياطي الفيدرالي" في سان فرانسيسكو، إنه يتعين على مسؤولي البنك المركزي الأمريكي التحرك "بشكل هادف" ورفع أسعار الفائدة إلى معدل الحياد، وهو المستوى الذي لا يسرع ولا يبطئ الاقتصاد، بحلول نهاية العام.
أضافت دالي، أمس الأربعاء، في خطاب ألقته في لاس فيغاس: "أرى أن التحرك السريع للوصول إلى معدل الحياد بحلول نهاية العام هو مسار حكيم"، مشيرةً إلى أن معظم المحللين يرون أن هذا المعدل يحوم حول 2.5%، وتابعت: "التحرك بشكل هادف إلى وضعٍ أكثر حيادية لا يحفز الاقتصاد هو الأولوية القصوى".
رفع مسؤولو "الاحتياطي الفيدرالي" سعر الفائدة المعياري بمقدار ربع نقطة مئوية الشهر الماضي بعد إبقائه بالقرب من الصفر خلال العامين الماضيين لمساعدة الاقتصاد على التعافي من جائحة "كوفيد-19"، ولمّحوا أيضاً إلى رفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع نسبياً على مدار بقية العام للوصول إلى المعدل المعياري الذي يعتبرونه محايداً، مع إبقاء خياراتهم مفتوحة لمزيد من الرفع إذا لزم الأمر.
ترى دالي، التي تُعَدّ أحد مسؤولي "الاحتياطي الفيدرالي" الأكثر تشدداً، أن هناك دليلاً على أن الاقتصاد بإمكانه امتصاص زيادة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الشهر المقبل، مرددةً التعليقات الأخيرة لمسؤولين آخرين.
اقرأ أيضاً: باول على وشك التوصل إلى اتفاق لرفع أسعار الفائدة بنصف نقطة
صرحت دالي للصحفيين عقب الخطاب قائلة إن "مسألة التعديل بـ50 نقطة أساس اكتملت الآن. الاقتصاد مرن، ويمكنه التعامل مع هذه التعديلات".
وأشارت إلى أن إلغاء السياسة التيسيرية يجب أن يساعد في كبح معدلات التضخم، وهو الأعلى في أربعة عقود، وفي نفس الوقت إعادة التوازن بين العرض والطلب في جميع مناحي الاقتصاد، مضيفة أن "ما يشغل تفكيري هو ثلاثة أشياء: التضخم، ثم التضخم، ثم التضخم".
ذكرت أن تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي والعوامل الأخرى قد تبطئ النمو الاقتصادي إلى مستويات أقل في وقت لاحق من هذا العام، بل حتى قد تتسبب في انكماش طفيف لبضعة أرباع، على الرغم من أن هذ ليس توقعها الأساسي.
أعربت دالي، التي لم تصوّت على قرارات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا العام، عن دعمها لإعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في مايو، قراره بشأن موعد البدء في خفض ميزانيته العمومية المتضخمة، وهو إجراء آخر سيلغي السياسة النقدية الداعمة.
اقرأ أيضاً: باول: "الفيدرالي" الأمريكي مستعدّ لرفع الفائدة 0.5% في مايو إذا لزم الأمر
وقالت أيضاً إنّ هناك دليلاً على أن الإجراءات والإشارات التي أرسلها "الاحتياطي الفيدرالي" ساعدت بالفعل في تهدئة الأوضاع المالية، مشيرة إلى أن معدلات الرهن العقاري لمدة 30 عاماً ارتفعت، لتتجاوز 5% للمرة الأولى في أكثر من عقد.
وفي كلمتها أمام مؤتمر اقتصادي استضافته جامعة نيفادا، قالت دالي إنّ بنك الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يقيّم آثار تشديد سياسته بمجرد أن يصل إلى معدل الحياد، مشيرةً إلى حالة عدم اليقين المستمرة الناتجة عن وباء كورونا، وكذلك الغزو الروسي لأوكرانيا، من بين مخاطر أخرى يتعرض لها مستقبل الاقتصاد.