تستفيد تركيا من استبعاد روسيا من مؤشرات سندات الأسواق الناشئة، الأسبوع الماضي، في أعقاب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي حدّت من سيولة التداول.
صعد وزن البلاد في مؤشر "جيه بي مورغان تشيس آندكو" الرئيسي، ومؤشر "بلومبرغ" المعياري بأكبر نسبة بين المكونات الأخرى للمؤشرين إلى نحو 4% بتاريخ 31 مارس.
تحتل تركيا حالياً المرتبة السابعة في المؤشرين، وتُعدّ ديونها السيادية الصادرة مؤخراً من بين أكبر الإضافات.
من المرجح أن يؤدي إعادة التوازن إلى دفع التدفقات الداخلة، حيث يسعى المزيد من صناديق تتبع المؤشرات إلى شراء السندات التركية، وقد يُساعد ذلك في خفض تكاليف الاقتراض.
كما يأتي هذا الدعم في الوقت الذي يتنافس فيه المقترضون من الأسواق الناشئة على مجموعة متناقصة من الأموال، بعد أن سحب المستثمرون أكثر من 15 مليار دولار هذا العام وسط حرب أوكرانيا وعمليات البيع واسعة النطاق، وفقاً لتحليل بيانات "بنك أوف أمريكا ميريل لينش" لبيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global).
قال سيرغي ديرغاتشيف، كبير مديري المحفظة، ورئيس ديون شركات الأسواق الناشئة لدى "يونيون إنفيستمنت برايفت فوندز" في فرانكفورت، التي لديها 427 مليار يورو (465 مليار دولار) من الأصول تحت الإدارة: "سيُعدّل العديد من المستثمرين الخاملين الذين يتحركون وراء المؤشرات حيازاتهم في المحافظ بناءاً على التغير الجديد، وسيتعقبون السندات المؤهلة لمؤشر تلك الدولة".
تراجع علاوة المخاطر
أظهرت بيانات مؤشر "جيه بي مورغان" هبوط علاوة المخاطر على ديون تركيا إلى أدنى مستوياتها الشهر الماضي منذ نوفمبر.
اشترى المستثمرون الأجانب ما قيمته 104 ملايين دولار من السندات التركية في الأسبوع المنتهي بتاريخ 1 أبريل، وهي التدفقات الأولى منذ منتصف نوفمبر، وفقاً للبيانات الأسبوعية للبنك المركزي المُعلنة، يوم الخميس.
دعم استبعاد روسيا وزن 52 من 70 دولة نامية على مؤشر "جيه بي مورغان"، الذي يتم تتبعه من خلال أصول قيمتها 822 مليار دولار.
صعد نصيب تركيا أكثر من غيرها لما تملكه من الديون الدولارية المؤهلة التي أثبتت غالبيتها مرونة في مواجهة عمليات البيع هذا العام. وارتفع الإصدار هذا العام بينما انخفض إجمالي مبيعات الديون الخارجية في الأسواق الناشئة.
أضاف مؤشر "بلومبرغ" نحو 25 مليار دولار من السندات الدولارية السيادية وتلك التابعة للشركات، بما في ذلك 2 مليار دولار من الديون الحكومية التركية المباعة مؤخراً.
لكن تعديلات مؤشر السندات تتناقض مع مؤشر"إم إس سي أي" القياسي للأسهم الناشئة، حيث بقيت حصة تركيا عند أقل من0.3%.
وانخفضت حصة روسيا في مؤشر سندات "بلومبرغ" إلى حوالي 2% عند غزو أوكرانيا بتاريخ 24 فبراير من أكثر من 16% قبل عقد، عند تنافسها مع البرازيل على المركز الأول.
بدأت روسيا في خسارة حصتها السوقية منذ جولة العقوبات السابقة رداً على ضمها لشبه جزيرة القرم.
قال إيفيلو فيسيلينوف، كبير الاستراتيجيين لدى "إمسو أسيت مانيجمنت": "فيما يتعلق بالمقترضين، عندما تكون جزءاً من المؤشر تكون قد وافقت على حكم الواقع، ويتيح ذلك الوصول إلى مجموعة أكبر من رأس المال. تشير الأوزان الأعلى إلى تخصيص مرتفع نسبياً لرأس المال المخصص لذلك الجزء من فئة الأصول".