كل شحنات النفط الخام الروسي للشهر المقبل من درجة "سوكول"، والقادمة من منطقة الشرق الأقصى، جرى بيعها ونفدت من السوق، مما يشير إلى أنَّ الإمدادات الروسية ما زالت تجد مشترين لها، برغم مواجهة روسيا للمزيد من العقوبات بسبب حربها في أوكرانيا.
قال المتداولون، ممن طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب خصوصية المعلومات، إنَّه من المزمع تسليم شحنات مايو المُحملة من حقل "سخالين- 1" لمشترين في اليابان، وكوريا الجنوبية، والصين والهند، على أساس فوري أو لاحق، علماً أنَّ "سوكول" ينتج الكثير من الديزل الذي يمكن شحنه إلى الدول في شمال آسيا في غضون أسبوع.
اقرأ أيضاً: اضطرابات أسواق الطاقة تهدّد بنقص إمدادات الغاز الطبيعي لسنوات
يواصل النفط الروسي العثور على عملاء مستعدين لشرائه لسببين: إما لأنَّ تلك الدول لا تستطيع مقاومة إغراء الخام الأرخص سعراً، أو بسبب معاناتها في الحصول على براميل بديلة، مع سعي الكثير من الوجهات الأخرى لاستبدال إمدادات الدولة العضوة في تحالف "أوبك+"، في وقت تخطط الولايات المتحدة وحلفاؤها للإفراج عن كميات كبيرة من الاحتياطات الاستراتيجية لتخفيف التداعيات الاقتصادية الناتجة عن الحرب الروسية في أوكرانيا في شهرها الثاني.
اقرأ المزيد: "نفط العقوبات" يتكدس قبالة سواحل الصين مع تفاقم تفشي "كورونا"
صفقات متزايدة
قال متعاملون، إنَّ شركة "سخالين أويل آند غاز ديفلوبمنت" (Sakhalin Oil and Gas Development) اليابانية، المعروفة اختصاراً باسم "سوديكو" (SODECO)، باعت حمولات خام "سوكول" إلى مشترين يابانيين، بالإضافة إلى شركة تكرير في كوريا الجنوبية، عبر صفقة محددة الأجل. وأضافوا أنَّ مؤسسة "أو إن جي سي فيديش" (ONGC Videsh) الهندية، باعت شحنات لشركتي تكرير تديرهما الدولة.
تعتبر كل من "سخالين أويل آند غاز ديفلوبمنت" و"أو إن جي سي فيديش" شريكتين بالأسهم في حقل "سخالين- 1"، جنباً إلى جنب مع "روسنفت" (Rosneft)، و"إكسون موبيل" (Exxon Mobil) التي تشغل المشروع.
أضاف المتعاملون أنَّ مجموعة " ترافيغورا" (Trafigura) التي تمدها "روسنفت" بخام "سوكول" باعت الشحنات لوجهات عدة، بما في ذلك مقاطعة شاندونغ الصينية، وهي موطن الكثير من شركات التكرير الخاصة في الصين، مشيرين إلى أنَّ "إكسون" ستستعمل حصتها من "سوكول" في مصافيها الخاصة. ومن المقرر تخصيص ما يصل مجموعه إلى 10 حمولات لشحنات مايو، وفقاً لبرنامج مخطط له.
تداولات باليوان
رفضت "سوديكو" التعليق، في حين لم تستجب "أو إن جي سي"، و"إكسون"، و"ترافيغورا" فوراً لرسائل البريد الإلكتروني التي تطلب التعليق.
قال متعاملون، إنَّه كانت هناك عروض لشحن خام "إسبو" الروسي - وهو درجة نفطية أخرى تُشحن من منطقة الشرق الأقصى - على أساس التسليم إلى شاندونغ. وبدأ بعض البائعين قبول اليوان لإغراء المزيد من المشترين، ممن قد تعوقهم مشكلات الدفع، بما في ذلك استصدار خطابات الاعتماد.
أيضاً، وصلت شحنات من خام الأورال الروسي الرائد، الذي يُشحن من موانئ في بحر البلطيق والبحر الأسود، إلى الهند والصين. وأدى ذلك إلى تحذير إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للهند من انحيازها إلى الجانب الروسي.