زادت روسيا شحناتها من صادرات القمح بنحو 60% خلال مارس، رغم كونه الشهر الأول لغزوها لأوكرانيا.
صدَّرت البلاد نحو 1.7 مليون طن الشهر الماضي، بحسب "بروزيرنو" للاستشارات (ProZerno)، بزيادة عن مبيعات مارس من العام الماضي والبالغة 1.1 مليون طن، على الرغم من تأثر المبيعات بتعديل الضرائب الحكومية على تصدير الحبوب. فيما يبقى حجم التصدير أقل من نحو نصف صادرات مارس 2020.
تساهم روسيا وأوكرانيا معاً بنحو ربع تجارة الحبوب العالمية. وقد تباطأت الصادرات الروسية عقب غزوها لأوكرانيا في فبراير، لكنها عادت إلى الانتعاش منذ ذلك الحين، وفقاً للمحللين ومقدمي البيانات.
لا تزال الصادرات الأوكرانية فاترة، ما يحافظ على الأسعار العالمية للمحاصيل مثل القمح وزيت عباد الشمس عند مستويات مرتفعة، ويثير مخاوف متزايدة بشأن الوصول إلى الغذاء في مناطق الاستيراد الرئيسية مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
قالت "سوف إكون" (SovEcon) للاستشارات في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن الشحنات من روسيا كانت تسير بوتيرة "سريعة" في النصف الثاني من الشهر الماضي، حيث تمت الاستجابة للتحديات المحيطة بالمدفوعات، وتأمين السفن الراغبة في عبور البحر الأسود، حيث يذهب بعض هذا القمح إلى البلدان التي عادة ما تستورد من أوكرانيا.
تراجع العقود الجديدة
عطَّل الغزو الروسي عمل موانئ أوكرانيا، طريق تصديرها الرئيسي. وبينما تحاول أوكرانيا التصدير عن طريق السكك الحديدية، من المحتمل أن ينجح ذلك ولكن بأحجام صغيرة فقط.
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بداية شهر مارس بفرض قيود على تمويل الشركات الأجنبية من دول "غير صديقة"، مما تسبب في مشاكل لبعض المصدرين، وقد سمحت التعديلات اللاحقة بالتمويل بسلاسة أكبر.
بلغ إجمالي صادرات السلع الزراعية الرئيسية، التي تشمل الذرة والشعير وزيت عباد الشمس، نحو 2.5 مليون طن خلال الشهر، بزيادة 15% على أساس سنوي، وفقاً لشركة بيانات المحاصيل "أغفلو" (Agflow) ومقرها جنيف.
كانت الوجهات الرئيسية: تركيا ومصر وإيران وليبيا. وقال نبيل مسيدي، الرئيس التنفيذي لشركة "أغفلو"، إن تلك الوجهات في الأساس عملاء تقليديون، في حين تم شحن بعض الصادرات أيضاً لإسرائيل، التي تشتري غالباً من أوكرانيا.
تصدرت شركة "أر أي إف" للتجارة (RIF) قائمة أكبر شركات شحنت صادرات روسية في مارس، تليها شركة التجارة والشحن الأجنبية "فيتيرا" (Viterra)، وفقاً لشركة "بروزيرنو"، ورغم ذلك، قال اتحاد تصدير الحبوب الروسي الأسبوع الماضي، إن العقود الجديدة "لا تذكر" مقارنة بالمواسم السابقة.
تتوقع "سوف إكون" أن تتمكن روسيا من بلوغ حصتها من تصدير القمح البالغة 8 ملايين طن والمحددة للجزء الأخير من الموسم ما لم يتم الإعلان عن قيود تجارية إضافية.