تواصلت "بريتش بتروليوم" مع شركات مدعومة من الدولة في آسيا والشرق الأوسط للبحث عن وسيلة للتخلص من أصولها الروسية، وفقاً لأشخاص مطّلعة على الأمر.
قامت عملاقة الطاقة البريطانية بمحادثات أولية مع كلٍّ من "تشاينا ناشيونال بتروليوم" (China National Petroleum Corp)، و"سينوبيك غروب" (Sinopec Group) حول البيع المخطط لحصتها البالغة نحو 20% في "روسنفت" (Rosneft) الروسية، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لخصوصية المعلومات، مضيفين أنَّها اختارت التواصل مع بعض المشترين المحتملين في الشرق الأوسط.
قدّرت "بي بي" حجم اهتمام الشركات الهندية من أمثال "أويل آند ناتشورال غاز" (Oil & Natural Gas Corp)، و"إنديان أويل"(Indian Oil Corp) للاستحواذ على حصصها في بعض مشاريع النفط والغاز الروسية، وفقاً للأشخاص.
لكنَّ مجهودات الشركة لم تكتسب سوى القليل من الزخم حتى الآن، مما يُؤشر إلى مدى صعوبة قيام الشركات بفك ارتباط استثماراتها الروسية، وسيواجه أي مشترٍ محتمل صعوبات سياسية تتعلّق بغضب الحكومات الغربية، بسبب استمرارها في أعمالها التجارية في روسيا، وغضب موسكو في الوقت نفسه من مساعدة شركة أجنبية على الانسحاب.
قد تسعى الشركة كذلك إلى عقد صفقة مع "روسنفت" أو إعادة الحصة أو بيعها بخصم كبير. ذكرت "بلومبرغ نيوز" في فبراير أنَّ عقد صفقة مع "روسنفت" قد يكون السبيل الأكثر واقعية للشركة، لأنَّها ستعاني من بيعها في السوق، أو العثور على مشترٍ آخر لحصتها بسبب العقوبات المفروضة على روسيا.
حذّرت "بريتش بتروليوم" المدرجة في لندن من أنَّها قد تتعرض لخسارة قد تصل إلى 25 مليار دولار نتيجة انسحابها من روسيا، نظراً لأنَّها كانت نشطة في البلاد منذ ثلاثة عقود. وتجري الشركة المحادثات حالياً، لكنَّ شكل التخارج لم يتضح بعد.
قال متحدّث باسم "بريتش بتروليوم"، إنَّ تخارج الشركة من مصالحها في "روسنفت"، وإنَّ الأعمال الأخرى معها في روسيا ستستمر، رافضاً الإدلاء بمزيد من التعليقات. ولم يستجب ممثلو "سي إن بي سي" و"سينوبيك غروب" على طلبات التعليق فوراً، ولم يرد كذلك المتحدّثون الرسميون باسم "أو إن جي سي" و"إنديان أويل" على الاستفسارات.
أفادت "بلومبرغ نيوز"، هذا الشهر، أنَّ الصين تدرس شراء أو زيادة حصصها في شركات الطاقة والسلع الروسية، وقال أشخاص مطّلعون، إنَّ بكين تجري محادثات مع شركاتها المملوكة للدولة، وتشمل "سي إن بي سي"، و"سينوبيك غروب"، و"ألمنيوم كورب أوف تشاينا"( Aluminum Corp. of China)، و"تشاينا مين ميتالز" (China Minmetals) بخصوص الفرص الاستثمارية المحتملة في الأصول الروسية.
كما أفصح الأشخاص أنَّ أي اتفاق يستهدف تعزيز الواردات الصينية، وتكثيف تركيزها على الطاقة والأمن الغذائي.
في الوقت ذاته، زار برنارد لوني، الرئيس التنفيذي لـ "بي بي"، الهند الأسبوع الماضي، حيث التقى بوزير النفط هارديب سينغ بوري، وأوضح في تغريدة على "تويتر" أنَّ الطرفين ناقشا مشهد الطاقة العالمي.
ولدى المشترين المحتملين الآخرين للحصة صلات فعلية مع "روسنفت"، ويعد صندوق الثروة السيادي القطري أحد أكبر المساهمين في شركة النفط الروسية. تمتلك "روسنفت" حصصاً في مشاريع التنقيب البحرية في موزمبيق، التي تملك فيها "قطر إنيرجي" (QatarEnergy) المملوكة للدولة عدّة مصالح أيضاً.