من المتوقع أن تستمر الشركات في الاقتراض في سوق سندات الشركات الأمريكية من الدرجة الاستثمارية الأسبوع المقبل، حتى مع ارتفاع تكاليف التمويل مع ارتفاع أسعار الفائدة وغزو روسيا لأوكرانيا.
تتوقع مكاتب النقابات في "وول ستريت" بيع ما قيمته 25 مليار دولار تقريباً من السندات الجديدة عالية الجودة، منخفضة من أكثر من 37 مليار دولار.
تم جمعها الأسبوع الماضي، فيما يُتوقع أن تتجاوز مبيعات شهر مارس الإجمالية 200 مليار دولار، لتصبح بين الأشهر الأربعة الأعلى على الإطلاق، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
تتوقع سوق السندات الاستثمارية أيضاً صفقة سندات ضخمة محتملة من "أوراكل" (Oracle) للمساعدة في تمويل استحواذها المعلق البالغ 28.3 مليار دولار على الشركة المزودة للسجلات الطبية "سيرنر" (Cerner)، رغم أن التوقيت لا يزال غير مؤكد.
اقرأ أيضاً.. متداولو السندات يتجهزون لتقلبات حادة في أسواق محاصرة بالتضخم والحرب
زمن الائتمان الرخيص
كان إصدار السندات يتسارع رغم حقيقة أن أيام عصر وباء كورونا للائتمان الرخيص قد ولت، وأن المقترضين يضطرون إلى جذب المستثمرين بامتيازات إصدار جديدة مرتفعة، كما تلاشى أيضاً الأداء المتفوق الضخم للسندات عالية الجودة التي تم إصدارها حديثاً مقارنة بالسوق الثانوية، وفقاً لشركة "جيه بي مورغان تشايس آند كو".
كتب محللو استراتيجيات الائتمان في "جيه بي مورغان" بقيادة إريك بينشتاين وناثانيال روزنباوم في مذكرة يوم الجمعة: "الآن ومرة أخرى، هناك المزيد من المخاطر التي تنطوي عليها الإصدارات الجديدة والتي بدورها قد تؤدي إلى اعتدال الطلب ما لم يتم زيادة امتيازات الإصدار الجديد مرة أخرى".
تستعد شركة "أبولو غلوبال مانجمنت" (Apollo Global Management) لإطلاق عرض بقيمة ملياري دولار من السندات المضمونة وغير المضمونة في سوق السندات الأمريكية ذات العائد المرتفع لدعم شرائها لشركة "نوفوليكس هولدينغز" (Novolex Holdings)، وفقاً لمصادر مطلعة.
يشمل تمويل الديون أيضاً قرضاً برافعة مالية مرتبطاً بالاستدامة بقيمة 2.6 مليار دولار، والذي سيكون الأكبر على الإطلاق في الولايات المتحدة، حسب البيانات التي جمعتها بلومبرغ.
سيف ذو حدين
تشهد السوق الأولية للسندات من الفئة غير الاستثمارية أبطأ شهر منذ عامين، مدفوعاً بمخاوف التضخم المتزايدة، وتشدد الاحتياطي الفيدرالي، والحرب في أوكرانيا.
في غضون ذلك، شهدت الصناديق التي تشتري السندات الآن خروج السيولة النقدية طوال 11 أسبوعاً متتالياً بعد سحب 2.7 مليار دولار للفترة المنتهية في 23 مارس، وفقاً لبيانات "رفينيتيف ليبر" (Refinitiv Lipper).
خفض أوليغ ميلينتيف وإريك يو الاستراتيجيان في بنك أوف أمريكا تقديراتهما لإصدار السندات من غير الدرجة الاستثمارية لعام 2022 بمقدار 55 مليار دولار يوم الجمعة، ووصفا غياب الإصدار بأنه "سيف ذو حدين" يساعد في دعم التحليل الفني للسوق بشكل فوري.
لماذا تعتبر خسارة 2.6 تريليون دولار في سوق السندات خبراً مفرحاً؟
ستعقد جهة إصدار أمريكية واحدة فقط للقرض ذي الرافعة المالية اجتماعاً مع البنك في الأسبوع المقبل، كما ستجري شركة "سولينيس" (Solenis) للكيماويات المتخصصة حملة توعية يوم الاثنين لبيع سندات بقيمة 300 مليون دولار لتسديد الديون ولأغراض عامة للشركة.
وهناك التزامات مستحقة لأربع صفقات، من بينها عرض شركة "هوغتون ميفلين هاركورت" (Houghton Mifflin Harcourt) بقيمة 1.5 مليار دولار والذي يدعم شراء شركة "فيريتاس كابيتال" (Veritas Capital) للشركة.
أما في سوق الديون المتعثرة، فلدى "هيرشا هوسبيتاليتي ترست" (Hersha Hospitality Trust) تنازلات عن تعهد تسهيل ائتماني من المقرر أن تنتهي صلاحيته في 31 مارس.
وأخيراً، سيتابع الحاملون الأمريكيون للسندات السيادية وسندات الشركات الروسية بعناية مدفوعات القسائم المؤجلة وتلك المستحقة الأسبوع المقبل. تعلق المزيد من المدفوعات في شبكة من الوسطاء الماليين الذين يكافحون للامتثال للعقوبات الدولية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحلفائه.