يمتلئ عالم العملات المشفرة بقصص الثروات الافتراضية التي تم جمعها وفقدانها خلال الأسابيع الأخيرة، من تقديم عطايا، أو هبات العملة المشفَّرة "إيب كوين" (ApeCoin) المرتبطة بالرموز غير القابلة للاستبدال "بورد إيبس" (Bored Apes) الشهيرة.
قد تبدو عملية "الإسقاط الجوي" لنحو 150 مليون رمز بين هواة جمع مشروعي "بورد إيب ياكت كلوب" (Bored Ape Yacht Club) و "ميوتينت إيب ياكت كلوب" (Mutant Ape Yacht Club)، وسيلة جديدة للحفاظ على زخم الرموز غير القابلة للاستبدال. ومع ذلك؛ فإنَّ هذه العادة مستمرة في العالم الرقمي منذ أمد طويل، لكن لا يأتي ذلك دون عواقب محتملة بمجرد تلاشي إثارتها.
كتبت شركة بيانات التداول المشفَّرة "كايكو" (Kaiko) في رسالتها الإخبارية، يوم الإثنين الماضي، أنَّ "الإسقاط الجوي" أثبت أنَّه "أداة فعالة للغاية لبناء المجتمع والزخم حول المشروع. مع ذلك؛ لا تخلو عمليات الإسقاط الجوي من المخاطر".
كان الأداء التاريخي للرموز التي تم إسقاطها جواً مختلطاً، إذ ارتفعت أسعار الرموز قصيرة الأجل، تبعها انخفاض مطِّرد بعد الإسقاط الجوي لمشاريع التشفير الكبرى بما في ذلك "إيب كوين"، ومنصة "يوني سواب" (Uniswap) للتمويل اللامركزي، ونظام التسمية الموزع "إثيريوم نيم سيرفيز" (Ethereum Name Service)، وفقاً لبيانات جمعتها "كايكو".
أظهرت بيانات "كوين ماركيت كاب" (CoinMarketCap.com) ارتفاع "أب كوين" بنحو 7% إلى 13.30 دولاراً خلال الـ 24 ساعة الماضية، وتم منح هِبَة أولية تبلغ 30% من العملات بتاريخ 17 مارس. وسيزداد المبلغ المتداول على فترات منتظمة خلال فترة 48 شهراً، مما سيزيد من مخاطر إضعاف قيمة الرموز الممنوحة في وقت سابق.
أشارت بيانات "كوين غيكو" (CoinGecko) إلى أنَّه بعد الإسقاط الجوي بمنصة "يوني سواب" في سبتمبر 2020؛ ارتفع سعر رمز "يوني" إلى 7.82 دولاراً قبل فقدانه أكثر من نصف قيمته على مدى أربعة أيام، وبقي سعره منخفضاً عن مستواه الأعلى البالغ 7.82 دولاراً حتى يناير 2021.
كان كبار المستثمرين ومبدعو المشروع هم الفائزون الأوفر في توزيع "إيب كوين"، وكانت شركتا رأس المال الاستثماري "أندريسن هورويتز"(Andreessen Horowitz) و"أنيموكا براندز" (Animoca Brands) جزءاً من المجموعة التي تلقّت 14% من الانخفاض عند إطلاق العملة، وهي نسبة تعادل نحو 2 مليار دولار بالأسعار السائدة.
اقرأ أيضاً: دراسة: نمو صناعة الرموز المشفرة يشير إلى وجود سلوك خاطئ
قال توماس دنليفي، كبير المحللين لدى شركة التشفير "ميساري" (Messari): "لا أعتقد أنَّ هناك خطأ في تلقي المؤسسين والمستثمرين بعض الأرباح، ولكنَّ حجم المبلغ الذي سيحصلون عليه هو محل النقاش".
صُمّم التوزيع الأولي لـ "إيب كوين" بشكل جزئي لمعالجة بعض هذه المخاوف، وتلقى عنوان "إثيريوم"، المعروف باسم "دينغالينغ إيث" " dingaling.eth"، نحو مليون رمز من "إيب كوين" الذي كان الأكبر حجماً في عمليات الإسقاط الجوي، التي شارك فيها جميع حاملي الرموز، وفقاً لشركة "نانسين" (Nansen) المتخصصة في بيانات تقنية "بلوكتشين". وأوضحت البيانات أنَّ "دينغالينغ إيث"، فضلاً عن عدد قليل من عناوين "إيب كوين" الأخرى أرسلت كمية ضخمة من "إيب كوين" لديها إلى منصة "يوني سواب" للحصول على السيولة وتوفيرها.
يُبيّن هذا الأمر تفاؤل كبار مالكي "إيب كوين" بشأن مستقبلها، على حد قول مارتين لي بوه إكين، الصحفي المتخصص في البيانات لدى "نانسين"، لـِ"بلومبرغ". وأشار إلى أنَّ مالكي العملات قرروا المخاطرة بوضع الرموز في بورصة للحصول على السيولة والمكافآت بدلاً من إلقائها في السوق الثانوية.
كما أفادت "نانسين" أنَّ أكثر من 31300 عنوان فريد على "إثيريوم" طالب برموز "إيب كوين" الخاصة به.
من المتوقَّع أن تلعب "إيب كوين" دوراً رئيسياً في مشروع الميتافيرس الذي تعده "يوغا لابز" (Yuga Labs)، مبتكرة "بي إيه واي سي" (BAYC) ، وستكون "إيب كوين" العملة الرئيسية لنظام "إيب " البيئي، على أن يتم منح مالكيها الحق في حوكمة وإدارة منظمة مستقلة لامركزية، تعرف باسم "إيب كوين داو"(ApeCoin DAO)، وفقاً لموقعها الإلكتروني.
قال دنليفي من "مساري": "سنرى إذا كان هذا ناجحاً أم لا، ولكن (إيب كوين) تملك الزخم والنفوذ الذي لا تملكه المشاريع الأخرى بالتأكيد.".