من المرجّح أن يستمر النشاط الاستثنائي في مبيعات سندات الشركات ذات العائد المرتفع خلال الأسبوع المقبل، حيث تتوقع "وول ستريت" أن يصل المعروض إلى 30 مليار دولار، وفقاً لمسح غير رسمي لمتعهدي اكتتاب الديون.
أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي، يوم الأربعاء، أنه سيبدأ أول رفع لأسعار الفائدة منذ عام 2018، وهو الإعلان الذي لاقى قبولاً جيداً من قِبَل السوق ذات الدرجة الاستثمارية، بسبب قلة المفاجآت. كان الفارق على مؤشر "بلومبرغ" للدرجة الاستثمارية في الولايات المتحدة أضيق بأكثر من 15 نقطة أساس هذا الأسبوع حتى يوم الخميس، عند 127 نقطة أساس. كما ارتفع مؤشر "ماركيت CDX" للدرجة الاستثمارية في أمريكا الشمالية، والذي يقيس مخاطر الائتمان، إلى أضيق مستوى له منذ فبراير بعد اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي.
كتب المحللون الإستراتيجيون في بنك "بركليز" بقيادة برادلي روغوف يوم الجمعة: "تعاملت الأصول الخطرة مع دورة رفع الفائدة بشكل جيد، حيث ارتفع كل من النقد والمشتقات بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
ومع ذلك، نعتقد أن استمرار الزخم سيتطلب مزيداً من الوضوح حول ذروة التضخم والتداعيات الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية الجارية"
وبالفعل وصل المعروض من الدرجة الاستثمارية إلى 158 مليار دولار حتى الآن في مارس، متجاوزاً التوقعات عند 135 مليار دولار للشهر بأكمله. وكتب مايكل غامبال من "بلومبرغ" أن هناك الآن احتمالاً قوياً بأن يتجاوز المعروض 200 مليار دولار.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أدّت الرغبة في تأمين التمويل إلى زيادة مبيعات السندات، نظراً لعدم اليقين الاقتصادي، ما بين تشديد سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي والحرب في أوكرانيا. وفي الوقت الحالي، قد تشجع علاوات المخاطر المنخفضة المُصدرين الباحثين عن الفرص.
في الوقت نفسه، يواصل المستثمرون سحب الأموال من الصناديق التي تستثمر في سندات الشركات ذات العائد المرتفع، وسط خسائر كبيرة في إجمالي العوائد. شهدت صناديق السندات الاستثمارية سحب 3.1 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 16 مارس، وفقا لـ "ريفينيتف ليبر" (Refinitiv Lipper)، والتي كانت بلغت نحو 5.4 مليار دولار في الفترة السابقة، وهو الأعلى منذ أبريل 2020. وشهدت صناديق السندات عالية الجودة تدفقات خارجة لخمسة أسابيع متتالية.
السندات مرتفعة العوائد
استمر هدوء حركة البيع على السندات ذات العائد المرتفع، والقروض ذات الرافعة المالية المرتفعة، مقارنة بالدرجة العالية. وبلغ حجم إصدار السندات غير المرغوب فيها 36 مليار دولار حتى الآن، وهو أبطأ ربع أول منذ عام 2016، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". ويعاني بعض المُصدِّرين في بيع ديون جديدة، وهو ما يؤدي إلى صفقات جيدة للمستثمرين وخسائر للبنوك.
كانت الصفقة الوحيدة للسندات غير المرغوب فيها، والتي من المقرر إتمامها خلال الأسبوع المقبل، هي بيع سندات لأجل ثماني سنوات بقيمة 500 مليون دولار من شركة "أوينز أند ماينور ، وهي شركة متخصصة في توزيع المستلزمات الطبية. وستُموِّل عائدات البيع، إلى جانب قرض بقيمة 1.2 مليار دولار بالتزامات مستحقة الأسبوع المقبل، استحواذ الشركة على شركة "أبريا" (Apria Inc).
لا توجد اجتماعات مصرفية معروفة لصفقات القروض ذات الرافعة المالية الجديدة تم تحديدها خلال الأسبوع. وهناك التزامات مستحقة لست صفقات قروض.
ووصلت التدفقات الخارجة إلى إستراتيجيات العائد المرتفع، حيث يقوم المستثمرون هذا الأسبوع بسحب الأموال من صناديق القروض ذات الرافعة المالية لأول مرة منذ ديسمبر. وفي نفس الوقت، شهدت صناديق السندات غير المرغوب فيها تدفقات خارجية للأسبوع الخامس على التوالي. وستعلن مجموعة "تي بي سي" للكيماويات، والتي تعاني ضغوطاً، عن نتائجها ربع السنوية في 24 مارس الجاري.