عالجت غرف المقاصة في أوروبا والولايات المتحدة مدفوعات القسائم (الكوبونات) على السندات الروسية بقيمة 117 مليون دولار، مما يجعل الأموال تقترب خطوةً أكثر لتصل إلى حملة السندات، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
قالت المصادر إن الأموال جرى تحويلها من خلال غرف المقاصة التي تسوي وتصفي المعاملات للسندات، ورفضت المصادر الكشف عن هويتها لعدم توافر تصريح بحوزتها للتحدث علناً عن هذه القضية. وقال مصدران منفصلان إنّ الأموال كانت مقومة بالدولار.
جرى نقل الأموال من خلال النظام المالي، من"جيه بي مورغان" الذي كان بمثابة البنك المراسل، إلى"سيتي غروب"، وكيل الدفع، ومن خلال غرف المقاصة. عادةً يدخل النقد في وقت قريب في البنوك، وأخيراً يصل إلى حاملي السندات.
رفض متحدث باسم "يوروكلير" التعليق، فيما لم يردّ متحدث باسم "كليرستريم" (Clearstream) على الفور عند طلب الحصول على تعليقه.
ولم يعلّق ممثل من شركة "ديبوزيتوري ترست آندكليرنغ" (Depository Trust & Clearing) فوراً عند الاتصال به عبر الهاتف. يُذكر أن غرف المقاصة الثلاث هذه تسوي معظم المعاملات في العالم.
مخاطر التخلف عن السداد
يوضح اهتمام السوق الأوسع بكل خطوة من خطوات عملية دفع القسائم المستحقة هذا الأسبوع مدى تعقيد علاقة روسيا مع المستثمرين العالميين.
في الأسابيع التي تلت غزوها لأوكرانيا، أصبحت الدولة الغنية بالطاقة هي أكثر دولة عليها عقوبات في العالم، وشهدت درجة ائتمانها تدهوراً كبيراً لتُصنََّف على أنها غير جديرة بالاستثمار في ظل توقعات تخلفها عن السداد، إن لم يكن على قسائم السندات المستحقة هذا الأسبوع، فمن المحتمل في وقت لاحق.
يقول جاري كيرك، مدير محفظة في "توينتي فور آسيت مانجمنت": "لا أستطيع أن أتذكر وقتاً كان فيه انعدم يقين أكبر بشأن أحد الديون السيادية. كان التخلف عن السداد في الأرجنتين في عام 2001 فوضوياً لكن يمكن التنبؤ به... هذه الحالة أكثر صعوبة بسبب العقوبات الدولية".
نقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف قوله هذا الأسبوع إن روسيا ستحاول تسوية المدفوعات بالدولار، ولكن إذا فشل ذلك فسيستخدمون الروبل بدلاً من ذلك.
لدى روسيا فترة سماح مدتها 30 يوماً للوفاء بالتزامات الدفع التي بدأ موعدها يوم الخميس.
بدورها، قالت متحدثة باسم وزارة الخزانة إنّ العقوبات الأمريكية على روسيا لا تمنع روسيا من سداد مدفوعات الديون، وهو ما يعكس بياناً مشابهاً صدر يوم الأربعاء.
تسليط الضوء على "سيتي غروب"
على الرغم من أن الأموال غادرت "سيتي غروب"، فإنّ مدفوعات القسائم سلطت الضوء على صعوبات التعامل مع العقوبات التي فرضتها عدة دول على روسيا.
الجدير بالذكر أن "سيتي غروب" هي وكيلة الدفع لنحو أربعين سنداً مرتبطاً بشركات روسية، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ". وقد نجح بعض هذه الشركات -بما في ذلك "إم إم سي نوريلسك نيكل" (MMC Norilsk Nickel) و"غازبروم" (Gazprom)- في سداد مدفوعات القسائم في الأيام الأخيرة.
لكن في حالات أخرى قد لا يجري تمرير مدفوعات القسائم، إذ منعت "سيتي غروب" هذا الأسبوع دفعة فائدة بقيمة 19.25 مليون دولار أرسلتها شركة "يوروكيم غروب" (EuroChem Group) لتصنيع الأسمدة الروسية، وفقاً لشخص مطلع على الأمر.
وقد حذّرت شركة الصلب والتعدين "سيفيرستال" (Severstal) هذا الأسبوع من أن "سيتي غروب" قد تمتنع عن معالجة مدفوعات الفائدة البالغة 12.6 مليون دولار المستحقة على سنداتها الدولارية.