"الخزانة الأمريكية" تفرض عقوبات على إحدى أكبر مصافي الذهب في أفريقيا

ألواح الذهب الصلب بعد عملية التكرير الكهربائي لإزالة الشوائب في مصنع راند للتكرير المحدودة في جيرميستون، جنوب أفريقيا. - المصدر: بلومبرغ
ألواح الذهب الصلب بعد عملية التكرير الكهربائي لإزالة الشوائب في مصنع راند للتكرير المحدودة في جيرميستون، جنوب أفريقيا. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على تاجر الذهب البلجيكي آلان غويتز وشركته "أفريكان غولد ريفاينري" (African Gold Refinery)، إحدى أكبر مصافي المعدن النفيس في القارة، بسبب ما تردد عن المساهمة في الصراع بجمهورية الكونغو الديمقراطية.

قالت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الخميس في بيان عبر البريد الإلكتروني، إنّ غويتز وشركته ومقرهما أوغندا لاعبان رئيسيان في تجارة الذهب غير المشروعة بالكونغو، التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات كل عام، وهي أكبر مصدر لإيرادات الجماعات المسلحة في البلاد.

أوضحت الوزارة أنه ستُحظَر أصول غويتز وشركته وثماني شركات أخرى مرتبطة بهما، الموجودة في الولايات المتحدة بموجب العقوبات.

قال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، في البيان: "أسهم آلان غويتز وشبكته في الصراع المسلح من خلال تلقي الذهب من جمهورية الكونغو الديمقراطية دون التحقق من مصدره".

وأضاف نيلسون: "كانت الخزانة واضحة جداً: (في كل خطوة من سلسلة التوريد يجب أن تسهم أسواق الذهب العالمية في التوريد المسؤول وبذل العناية الواجبة إزاء سلسلة التوريد)".

عوقب غويتز بموجب أمرين تنفيذيين جرى التوقيع عليهما خلال إدارتي بوش وأوباما يستهدفان "الأشخاص الذين يهددون السلام والأمن والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة المحيطة بها".

لم يقدم غويتز تعليقاً فور تلقيه رسالة نصية اليوم الجمعة، كما لم يعُد الموقع الإلكتروني لـ"أفريكان غولد ريفاينري" يعمل، وكان هاتف الشركة مغلقاً في أثناء الاتصال طلباً للتعليق.

الإمارات تفرض تدقيقاً على مصافيها لإثبات صحة مصادر الذهب

حرب أهلية

اندلع الصراع في منطقة شرق الكونغو الغنية بالمعادن في منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما انتشرت الحرب الأهلية والإبادة الجماعية في رواندا المجاورة عبر الحدود، مما أشعل فتيل حرب، شملت في نهاية المطاف أكثر من ست دول أفريقية.

على الرغم من إبرام اتفاق السلام في عام 2003، يتواصل القتال في شرق الكونغو. وتنشط أكثر من 100 جماعة مسلحة في المنطقة التي يوجد بها ما يقرب من 5 ملايين نازح، وهو أكبر عدد في أفريقيا حسب الأمم المتحدة.

في عام 2018، كررت شركة "أفريكان غولد ريفاينري" ذهباً بقيمة نحو نصف مليار دولار، وفقاً لبيان الخزانة الأمريكية. وفي خطاب ألقاه عام 2020، قال الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني إنّ المصفاة تحقق أكثر من 1.25 مليار دولار سنوياً.

قال وزير الدولة للشؤون الخارجية هنري أوكيلو أورييمس عبر الهاتف إنّ "العقوبات تثير قلق أوغندا.. سندرس البنود التي استندت إليها الولايات المتحدة (لفرض العقوبات)، وسنرد على هذه المسألة".

أفادت "بلومبرغ" العام الماضي بأن أسعار الذهب القياسية أحدثت قفزة كبيرة لصادرات الذهب الأفريقية. ويصل معظم الذهب في نهاية المطاف إلى الإمارات العربية المتحدة، إذ توجد ثلاث من شركات غويتز الخاضعة للعقوبات.

إنفوغراف: الذهب يكسر حاجز 2000 دولار للأونصة

يُظهِر أحدث التقديرات لصادرات الذهب من أوغندا ورواندا أن القيمة الإجمالية للتجارة قد تصل إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار سنوياً، وهو مبلغ لا يعكس ما يجري تعدينه في البلدين.

يقول فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، الذي يراقب العلاقات بين الصراع واستخراج الموارد الطبيعية في الكونغو، إن نسبة كبيرة من الذهب مصدرها الكونغو. أدرج الفريق الأممي غويتز وشركته في عديد من تقاريره السنوية.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك