شهدت أوروبا أكبر معدل نمو في واردات الأسلحة على مستوى العالم قبل خوض روسيا الحرب في أوكرانيا، إذ يُتوقع أن تعزز القارة قدراتها الدفاعية خلال العقد المقبل، وذلك وفقاً لتقرير.
أوروبا تعيد تسليح نفسها.. وشركات الدفاع تتأهب لحصد الأرباح
فقد أظهر تقرير أجراه معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن واردات الدول الأوروبية من الأسلحة الرئيسية خلال 2017-2021 ارتفعت بـ 19% مقارنة بالسنوات الخمس السابقة. وقال التقرير، إن الدول الأوروبية شكّلت 13% من عمليات نقل الأسلحة على مستوى العالم خلال هذه السنوات، مرتفعة من 10% في الخمس سنوات السابقة.
أوضح التقرير أن أكبر الدول الأوروبية التي اشترت الأسلحة كانت المملكة المتحدة والنرويج وهولندا. ومن المقرر أن تتسارع واردات المنطقة مع تقديم دول أوروبية أخرى أخيراً طلبات كبيرة للأسلحة الجديدة، خاصة الطائرات المقاتلة من الولايات المتحدة، وفقاً للتقرير.
اقرأ أيضاً: إنفوغراف.. 9 دول عربية تستأثر بـ32.5% من واردات الأسلحة العالمية
تدهور العلاقات الأوروبية الروسية
قال بيتر ويزمان، كبير الباحثين في برنامج نقل الأسلحة بمعهد ستوكهولم: "شكّل التدهور الشديد في العلاقات بين معظم الدول الأوروبية وروسيا محفزاً مهماً للنمو في واردات الأسلحة الأوروبية، خاصة بالنسبة للدول التي لا تستطيع تلبية جميع متطلباتها من خلال صناعات الأسلحة المحلية لديها".
عززت أوروبا موقفها الدفاعي في ظل الاحتمال المتزايد للصراع مع روسيا بعد أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين بإرسال قوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير. ودفع الغزو ألمانيا إلى التخطيط لتعزيز قدرتها الدفاعية بشكل كبير فيما يعد تحولاً تاريخياً في السياسة، في حين أن الدنمارك والسويد لديهما حالياً طموحات لتحقيق هدف الإنفاق الدفاعي الذي حدّده "الناتو" لأعضائه.
اشترت أوكرانيا، التي لديها قطاع تصنيع أسلحة خاص بها، أيضاً أسلحة من الخارج خلال السنوات الخمس حتى عام 2021. وكانت جمهورية التشيك المورّد الرئيسي للأسلحة إلى أوكرانيا، حيث شكّلت 41% من الواردات تليها الولايات المتحدة بـ 31%.
مخاوف الصين
ارتفعت حصة الولايات المتحدة من صادرات الأسلحة عالمياً إلى 39% خلال السنوات الخمس الماضية، فيما تراجعت حصة روسيا والصين إلى 19% و4.6% على التوالي. ومن بين المناطق المستوردة على مستوى العالم، لا تزال آسيا وأوقيانوسيا أكبر المشترين للأسلحة الرئيسية، حيث تلقت 43% من عمليات نقل الأسلحة عالمياً منذ عام 2017.
قال سيمون ويزمان، وهو باحث آخر في معهد ستوكهولم: "تعد التوترات بين الصين والعديد من الدول في آسيا وأوقيانوسيا المحرك الرئيسي لواردات الأسلحة في المنطقة، وهي أيضاً عامل رئيسي لعمليات نقل الأسلحة الأمريكية إلى المنطقة."
وكانت الهند أكبر مستورد للأسلحة في العالم في 2017-2021، فيما جاءت خمس دول أخرى، بما فيها أستراليا والصين وكوريا الجنوبية وباكستان واليابان، من بين أكبر عشرة مشترين للأسلحة.
إنفوغراف.. أكثر الدول من حيث الإنفاق العسكري
فيما يلي عدد من النتائج الأخرى بالتقرير:
· انخفضت عمليات نقل الأسلحة الرئيسية على مستوى العالم بـ 4.6% خلال الفترة بين 2017-2021، مقارنة بالفترة السابقة.
· تراجعت واردات الأسلحة من روسيا إلى الهند بـ 47% على الرغم من أنها ظلت مشترياً رئيسياً للأسلحة منها. وكان اعتماد الهند على الأسلحة الروسية أحد الاعتبارات الرئيسية وراء رفض الهند إدانة غزو بوتين لأوكرانيا.
· هبطت صادرات المملكة المتحدة من الأسلحة بـ 41% خلال فترة الخمس سنوات بين عامي 2012 و2016.
· تقلصت واردات تايوان من الأسلحة بـ 68% خلال تلك الفترة، غير أنها من المتوقّع أن تزداد بشكل كبير في السنوات المقبلة.