على الرغم من تشديد العقوبات على موسكو، يواصل المستثمرون الروس إجراء المعاملات بــ"بتكوين" وغيرها من العملات المشفرة.
وفي حين أنَّ التدفقات الإجمالية للمعاملات تبدو محدودة نسبياً؛ إلا أنَّ المعلومات من شركة "كايكو" (Kaiko) لتحليل بيانات "بلوكتشين" تظهر أنَّ حجم تداول "بتكوين" المقوّم بالروبل ارتفع يوم السبت الماضي إلى أعلى مستوى له هذا العام. وفي غضون ذلك، يبدو أنَّ غالبية حجم تداول العملات المشفَّرة المقوّمة بالروبل يتم إجراؤها باستخدام عملة "تيذر" ( Tether) المستقرة، والتي يقال إنَّها مدعومة بقيمة دولار لكل "تيذر".
شهد تداول "بتكوين" المقوّمة بالروبل نمواً أعلى من ناحية "الحجم" في 5 مارس الجاري، وذلك وفقاً لـ "كايكو". وبلغ متوسط حجم الصفقة على "بتكوين" بالروبل على منصة "بينانس" (Binance) أعلى مستوى له في 10 أشهر عند 580 دولاراً تقريباً في 24 فبراير الماضي، عندما بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا.
قال أندرو تو، مدير تطوير الأعمال في شركة تداول الخوارزميات المشفَّرة "إيفيشنت فرونتير" ( Efficient Frontier): "ربما يتطلع المزيد من مستثمري التجزئة الروس للخروج من الانكشاف على الأوراق النقدية تماماً لصالح (بتكوي)". وأضاف: "قد لا يمكن تطبيق عقوبات الدولار الأمريكي بشكل واقعي على حاملي تيذر المدعومة بالدولار، من الناحية الفنية، لكن أتصور أنَّ البعض ببساطة يتخذ احتياطات إضافية."
يتراوح متوسط حجم التداول اليومي لـ"بتكوين" بين 20 مليار دولار و40 مليار دولار. ويعتبر التداول من روسيا جزءاً بسيطاً من الحجم الإجمالي لتداول هذه العملة المشفرة على مستوى العالم. وقالت "كايكو"، إنَّ إجمالي حجم تداول "بتكوين" بالروبل في 5 مارس بلغ حوالي 14.2 مليون دولار.
وهناك ثلاث بورصات عالمية لتداول العملات المشفَّرة، وهي: "بينانس"، و"يوبيت" (Yobit)، و"لوكال بتكوينز" (LocalBitcoins)، تقدم خدمات تداول العملات الرقمية بالروبل، وفقاً للنشرة الإخبارية لـ"كايكو" في 7 مارس.
وفي حين قالت بورصتا "بينانس" و"كوين بيس" (Coinbase)، إنَّهما لن تحظرا المتعاملين الروس العاديين من استخدام خدماتهما، كانت هناك جهود متزايدة لحظر المستخدمين المرتبطين بالأفراد والكيانات الخاضعة للعقوبات. وذكرت "كوين بيس"، على سبيل المثال، أنَّها أوقفت أكثر من 25 ألف محفظة متعلقة بالعقوبات.
كميات محدودة
قالت كارولين بولر، الرئيسة التنفيذية لبورصة العملات المشفَّرة الأسترالية "بي تي سي ماركتس" (BTC Markets)، إنَّ شركتها تحظر الكيانات الروسية الخاضعة للعقوبات. وفي الوقت نفسه، سُجّلت زيادة في التداول من قبل الأفراد المرتبطين بروسيا. وأفادت في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" أنَّ "هذه الزيادة لـ(بتكوين) على وجه الخصوص مرتبطة بالمتداولين بالتجزئة الذين يشترون كميات محدودة بكثافة."
تأتي جهود حظر العملات المشفَّرة للحد من تحولها كبديل للالتفاف على العقوبات الشاملة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا، والتي تضمّنت إجراء حظر بعض البنوك من استخدام نظام "سويفت" (SWIFT) للتراسل المصرفي الذي يربط المؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم. وتؤكد هذه الإجراءات أيضاً على الدور المهم الذي تلعبه الأصول الرقمية في صراع يضع الأمن العالمي تحت الاختبار.
وفي هذا الشأن، قال باولو أردوينو، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة "تيذر" المُصدِّرة للعملة المدعومة بالدولار (تيذر) عبر تغريدة في "تويتر" في 4 مارس، إنَّ العملة، بصفتها عملة مركزية مستقرة، "يجب أن تمتثل لمتطلّبات السلطات المركزية الرسمية".
