تواصل العملات الأوروبية التراجع نحو مستويات منخفضة جديدة مع تصاعد الحرب في أوكرانيا، ما دفع متداولي أدوات الاقتصاد الكلي لبيع بعض أصولهم الأكثر سيولة.
انخفض اليورو إلى ما دون مستوى التعادل مع الفرنك السويسري، الذي يعتبر ملاذاً آمناً، في تعاملات آسيا الاثنين. هذه المرة الأولى التي يتراجع فيها إلى هذا المستوى منذ يناير 2015 وسط قلق المستثمرين المتزايد بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا. انخفض الزلوتي البولندي لأدنى مستوياته مقابل اليورو. كما تراجعت عملات دول أوروبا الشرقية مقابل الدولار في الأسبوع الماضي، مدفوعة بخسائر الروبل.
الروبل الروسي يهبط لمستويات قياسية جديدة وسط تقلبات حادة
قال دايساكو أوينو، كبير محللي العملات لدى "ميتسوبيشي يو إف جيه مورغان ستانلي سيكيورتيز" (Mitsubishi UFJ Morgan Stanley Securities) في طوكيو: "لا يمكن الاحتكام للمنطق لتقدير توقيت توقف العملات الأوروبية عن التراجع الى حين تجلي مؤشر على نهاية الغزو الروسي لأوكرانيا. دخلت عملات الدول الأقرب إلى منطقة الحرب في موجة بيع لأنها ستكون الأكثر تضرراً من ردِّ الفعل العنيف ضد العقوبات المفروضة على روسيا".
بلا استثناء
لم تسلم أي عملة أوروبية من البيع هذا الشهر. فقد انخفض اليورو، ثاني أكثر العملات تداولاً في العالم وواحد من عملات البيع على المكشوف الأكثر سيولة في أوروبا، بنحو 5% الشهر الماضي.
انخفض اليورو 0.4% إلى 1.0883 دولار في آسيا الإثنين، بعدما صرّح أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يناقشون فرض حظر على واردات النفط الروسية لتشديد الضغط الاقتصادي. انخفضت العملة الموحّدة لأدنى مستوى لها مقابل العملة السويسرية عند 0.9972 فرنك.
تراجع الروبل 11% عند 138.50 للدولار في التعاملات الخارجية.
الاقتصاد العالمي قد يخسر تريليون دولار جرّاء الصراع في أوكرانيا
قال تاكويا كاندا، المدير العام في معهد أبحاث "غايتامي" (Gaitame.com) في طوكيو: "الحرب في أوكرانيا ستضر بالاقتصاد الأوروبي بشكل أكبر، نظراً لاعتماده على النفط الروسي. يمكن أن ينخفض اليورو لنحو 1.06 دولار".
أظهرت بيانات من لجنة تداول العقود المستقبلية للسلع أن صناديق التحوط قد أخطأت في اتجاه تعاملاتها حيال زوج اليورو/ الفرنك الأسبوع الماضي، حيث خفّضت الصناديق المدينة صافي صفقات بيع اليورو على المكشوف إلى أدنى مستوى منذ يوليو في الأسبوع المنتهي في 1 مارس، بينما زادت صفقات بيع الفرنك.
تدخلات في السوق
تكثف دول الاتحاد الأوروبي الشرقية تدخلاتها في السوق لحماية عملاتها من التخارج. باع البنك المركزي التشيكي العملات الأجنبية الجمعة الماضي لينضم إلى السلطة النقدية في بولندا التي تدخلت للمرة الثالثة الأسبوع الماضي.
قال البنك الوطني السويسري إنه مستعد للتدخل والتعامل مع الفرنك الآخذ بالارتفاع بسرعة، حسب صحيفة "شفيز أم فوخين إنديه"، نقلاً عن عضوة مجلس إدارة البنك المركزي السويسري أندريا ميشلر. وأضافت ميشلر في مقابلة نشرتها الصحيفة السويسرية السبت أن البنك الوطني السويسري يتابع الوضع في سوق العملات الأجنبية عن كثب و"على استعداد للتدخل إن لزم الأمر".
البنك المركزي السويسري ينفق 2.8 مليار فرنك في الربع الثالث لدعم العملة
قال راي أتريل، المحلل الاستراتيجي في "ناشيونال أستراليا بنك" (National Australia Bank) إنه من الواضح أن البنك كان أكثر مرونة مع قوة الفرنك السويسري العام الماضي أو نحو ذلك، لكن ستكون هناك حدود لمدى القوة التي سيمكنهم الاستمرار بتحملها... إن كان هذا ضعفاً عاماً في اليورو وليس مجرد قوة في الفرنك السويسري، ستكون هناك محدودية فيما يمكن لبنك مركزي واحد فعله منفرداً".