دفعت مبيعات الأجانب لسهم البنك التجاري الدولي بورصة مصر لأدنى مستوى منذ 10 أكتوبر الماضي، وهو ما يندرج ضمن تخارج المستثمرين الأجانب من عدد من الأسواق الناشئة وسط تداعيات الأزمة الروسية-الأوكرانية، وبلوغ أسعار النفط العالمية لأعلى مستوى في 13 عاماً.
هبط المؤشر المصري الرئيسي اليوم بنسبة 3.55% إلى 10701 نقطة، ما أفقد البورصة المصرية 15 مليار جنيه من قيمتها السوقية. فيما هوى سهم التجاري الدولي 7.2% إلى 42.8 جنيه مستحوذاً على 33.3% من قيم تداولات السوق التي تجاوزت 1.5 مليار جنيه.
يمثل سهم البنك التجاري الدولي نحو 34% من وزن المؤشر المصري الرئيسي. وهبوطه اليوم بأكثر من 7% هو الأكبر يومياً منذ 23 مارس 2011 عندما هبط 9%.
"هناك مبيعات عنيفة وتخارج من قِبل الأجانب من سهم البنك التجاري الدولي، حيث هناك خروج جماعي للمستثمرين الخارجيين من الأسواق الناشئة من أجل تحقيق الأمان لأموالهم"، حسب رضوى السويفي من "الأهلي فاروس".
لكن محمد أبو باشا، كبير الاقتصاديين في المجموعة المالية هيرميس، يرى أن "الأسواق كلها في حالة تخبط نتيجة الزيادة الكبيرة في أسعار البترول، بعد تهديد أمريكا وأوروبا الصريح بقطع إمدادات البترول من روسيا".
اقرأ المزيد: أسعار النفط تقفز لأعلى مستوى في 13 عاماً
أسعار النفط
مهاب الدين عجينة، من "بلتون المالية"، يقول: "نحن في ظروف استثنائية، فأسعار البترول مؤثرة جداً علينا في مصر، وقد نرى المؤشر الرئيسي للسوق عند 10200 نقطة، وسهم التجاري الدولي عند 34 جنيهاً".
تتأثر مصر بأي ارتفاعات في أسعار النفط عالمياً في ظل موازنة مبنية على سعر نفط عند 75 دولاراً للبرميل، وهو ما يزيد تلقائياً من تكلفة دعمها للمواد البترولية وزيادة العجز الكلي في ميزانيتها.
ارتفعت أسعار النفط لأعلى مستوى منذ عام 2008 في بداية أسبوع دراماتيكية، بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها تناقش فرض حظر على واردات الخام الروسية، ما أثار مخاوف من نقص الإمدادات في سوق متوترة بالفعل.
قفز برنت بنحو 18% في غضون دقائق عند الفتح اليوم الإثنين متجاوزاً 139 دولاراً للبرميل، قبل أن يُقلّص بعض المكاسب، فيما مايزال الغزو الروسي لأوكرانيا يثير مخاوف من حدوث أزمة قاسية في الإمدادات.
إلى ذلك، يَعتبر إبراهيم النمر، من "نعيم للوساطة"، أنه لا توجد قوة شرائية قادرة على إيقاف نزيف الخسائر بالبورصة، هناك عدم وضوح رؤية بالأسواق وهذا أحد أكبر المخاطر لدى المستثمرين".
