ربما يدمر غزو روسيا لأوكرانيا أسواق الحبوب العالمية تدميراً عميقاً، لدرجة أنَّ أزمة المعروض الناتجة عن هذا الدمار قد تكون الأكبر في الذاكرة الحية.
جاء ذلك وفق تقدير سكوت إيروين، اقتصادي متخصص في القطاع الزراعي بجامعة إلينوي، الذي قال في تغريدة على "تويتر" أمس الأربعاء، إنَّ عشرات الملايين من الأفدنة التي تُزرع بالحبوب مهددة.
أضاف إيروين: "أنا مقتنع أنَّ تلك الأزمة ستكون أكبر أزمة معروض حبوب في الأسواق العالمية أشهدها في حياتي".
إنَّ العالم في "أمس" الحاجة لأن يزرع الفلاحون مساحات إضافية في عام 2022، بحسب إيروين "غير أنَّه لا يستطيع أن يفعل شيئاً في المدى القصير من الأساس، إلا أن يرفع أسعار الحبوب إلى مستوى يكفي لترشيد الطلب عليها".
تستحوذ أوكرانيا وروسيا مع بعضهما على ما يزيد على ربع التجارة العالمية في القمح بالإضافة إلى خمس مبيعات الذرة. وترتفع أسعار المحصولَين الأساسيَين بشكل كبير بسبب مخاوف من اضطراب الإمدادات في وقت وصلت فيه أسعار الغذاء العالمية بالفعل إلى مستويات قياسية.
حتى قبل حرب روسيا مع أوكرانيا؛ كانت زيادة أسعار الغذاء تضرب المستهلكين بالفعل في الأسواق العالمية. فقد جعلت اضطرابات الطقس زراعة المحاصيل أصعب، في حين تسبب نقص العمال، وارتفاع تكاليف الشحن في اختناق سلاسل التوريد. وكذلك؛ يعاني مخزون العالم من الحبوب من نقص شديد، لذا؛ فإنَّ أي اضطرابات في الإمدادات من روسيا أو أوكرانيا على مدى زمني طويل قد تدمّر الأسواق لسنوات قادمة.