واصلت العملات المشفرة الابتعاد عن الأسهم، بعدما دفعت الحرب المتصاعدة في أوكرانيا المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة.
تقدمت "بتكوين" بقدر 2% لتصل إلى 44767 دولاراً في التداول المبكّر في هونغ كونغ، قبل التخلي عن بعض المكاسب، لتقفز بنسبة 18% خلال الأيام الثلاثة الماضية، وهي الفترة التي كثف خلالها الرئيس فلاديمير بوتين قصف المدن الأوكرانية، وردّت دول أخرى بفرض عقوبات إضافية على روسيا. وانخفض مؤشر "إم إس سي آي" المجمع العالمي لكل الدول تسع جلسات من الجلسات العشر الماضية، بما في ذلك الجلسات الثلاث الأخيرة.
قال جوناثان تشيزمان، رئيس المبيعات خارج البورصة ومبيعات المؤسسات في بورصة المشتقات المشفرة "إف تي إكس"، في مذكرة يوم الثلاثاء الماضي: "هذه البيئة الجيوسياسية هي بالتأكيد مواتية للعملات المشفرة. هذا الموقف يسلّط الضوء على حالة استخدام ملاذ آمن لا مركزي ومحايد وخوارزمي".
اقرأ أيضاً: أمريكا تطالب بورصات العملات المشفرة بالتصدي للالتفاف على العقوبات ضد روسيا
ارتفع مؤشر "بلومبرغ" للعملات الرقمية بنسبة 4.5% يوم الثلاثاء، وهو اليوم الخامس على التوالي من المكاسب، وصعد "إيثر" بنسبة 17% ليصل إلى 3004 دولارات في تعاملات منتصف يوم الأربعاء بتوقيت هونغ كونغ.
لطالما روّج مؤيدو "بتكوين" مزاياها باعتبارها وسيلة للتحوّط ضد الصراع والتضخم، مستشهدين بطبيعتها التي لا حدود لها وإمداداتها الثابتة. تراجعت تلك الصورة بسبب مسار العملة المشفرة الذي بدأ في نوفمبر، وأدى إلى انخفاض عملة "بتكوين" بنسبة تصل إلى 52%، وسط مخاوف بشأن تشديد البنك المركزي.
لكن الأيام القليلة الماضية من المكاسب الواسعة في الرموز الرقمية أدت إلى بروز فكرة أنها على الأقل توفّر الحماية من الحكومات التي يمكنها الاستيلاء على أنواع أخرى من الأصول، كما تعهّد البعض بفعل ذلك للأولغارشية الروسية مؤخراً.
قال ماركوس سوتيريو، المحلل لدى وسيط الأصول الرقمية "غلوبال بلوك" (GlobalBlock) في بريطانيا، إنه "بعد أسبوع من عدم اليقين الجيوسياسي، من الرائع أن تتفوق عملة (بتكوين) على الذهب الذي يُعرف بأصل الملاذ الآمن". وتراجع الذهب بنسبة 0.2% يوم الأربعاء بعد ارتفاعه منذ أواخر يناير.
اقرأ أيضاً: أوكرانيا تلاحق مَحافظ العملات المشفرة التابعة لسياسيين من روسيا وبيلاروسيا
مع تزايد الأدلة على انتعاش العملة المشفرة، يبدو أن هناك إقبالاً متراكماً من المستثمرين الأفراد، وجاء معظم التراكم في "بتكوين" خلال الأسبوع الماضي من مستثمرين أصغر، وفقاً لبيانات "غلاس نود" (Glassnode).
أشارت الشركة المتخصصة في الأبحاث إلى زيادات كبيرة في عمليات الشراء، من خلال المَحافظ التي تحتوي على أقل من 1000 "بتكوين"، مع كون تلك التي تحتوي على أقل من "بتكوين" واحدة هي الأكثر عدوانية.
قال نويل أتشسون، رئيس رؤى الأسواق في "جينيسيز تريدينغ" (Genesis Trading)، إنه رغم أن هذا المقياس قد يكون غير موثوق به نظراً إلى أن أصحاب الشركات الكبيرة يوزعون ممتلكاتهم على مَحافظ متعددة، فإنه قد يلمّح إلى من يقود ارتفاع "بتكوين" الأخير.
أضاف أتشيسون في تغريدة: "هذا لا يعني بالضرورة تراكم التجار الأفراد، ولكنه يلمّح إلى أنهم يعودون ويجلبون معهم مستثمرين جدداً بعدما ظلّوا بعيدين إلى حد كبير، على الأقل خلال العام الماضي. يبدو أن قضية التراكم قد اكتسبت مجموعة كبيرة من المؤمنين الجدد".
