سجّل الألمنيوم مستوى قياسياً، واقترب النيكل من أعلى مستوى له في 11 عاماً، فيما يستعدّ التجار لاضطرابات الإمدادات من روسيا، التي تُعَدّ المُنتِج الرئيسي لكلا المعدنين، وذلك في الوقت التي تقلّصت فيه المخزونات العالمية فعلياً بشكل كبير.
تأثرت أسواق السلع الأساسية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، مع انسحاب الشركات الكبرى من البلاد، كما تراجع المقرضون عن صفقات التمويل، فضلاً عن أن التهديد بفرض عقوبات جديدة على روسيا يردع المشترين. وأصبح من الصعب نقل بعض السلع مثل المعادن، التي يتم شحنها في حاويات. ولن يتجه ما يقرب من نصف سفن الحاويات في العالم من وإلى روسيا، وذلك بناءً على إعلانات شركات الشحن اعتباراً من أمس الثلاثاء.
في الوقت نفسه، انخفضت مخزونات المعادن بما في ذلك الألمنيوم، التي تتعقبها بورصة لندن للمعادن، إلى مستويات حرجة، وتراجعت أكثر اليوم الأربعاء.
تُعَدّ الإمدادات شحيحة بشكل خاص في أوروبا، إذ أجبر ارتفاع أسعار الطاقة وحدات الصهر على خفض الإنتاج، كما دفع ارتفاع أقساط التأمين في أوروبا التجار إلى بدء شحن المعادن في سفن تفكيك البضائع السائبة على طول الطريق من المستودعات في ميناء كلانغ الماليزي حتى قبل اندلاع الحرب.
اقرأ أيضاً: أسعار الألمنيوم تحلّق قرب أعلى مستوى في 13 عاماً
قفز سعر الألمنيوم بنسبة 2.4%، وارتفع النيكل بنسبة 2.3%، كما زادت أسعار الزنك بأكثر من 4%، وسط مخاوف من أن تؤدي تكاليف الطاقة المرتفعة إلى تقليص مزيد من إنتاج المصاهر. وتُعَدّ شركة "يونايتد كو روسال إنترناشيونال" (United Co. Rusal International PJS) أكبر مُنتِج للألمنيوم خارج الصين، ويشكل إنتاج شركة "إم إم سي نورليسك نيكل" (MMC Norilsk Nickel) نحو 10% من النيكل المكرر.
قال جوردي ويلكس، رئيس قسم الأبحاث في شركة السمسرة "سوكدين فاينانشال" (Sucden Financial): "أنت تستعين بمورد كبير في سوق ضيّقة بالفعل، وكنا متفائلين بشأن كلا المعدنين قبل الصراع، لكننا نرى الآن مزيداً من المكاسب على المدى القريب".
حتى الآن لم تتعطل شحنات "نورليسك نيكل" بشكل كبير، وفقاً لشخص مطلع على الأمر. وفي حين رفض بعض السفن نقل النيكل، كما أن نقص الحاويات يشكل مصدراً للقلق، فإنّ المشترين ما زالوا يطلبون المعدن، حسبما قال الشخص.
تتدفق كميات كبيرة من الألمنيوم والنحاس بانتظام من سانت بطرسبرغ في روسيا إلى المواني الأوروبية في روتردام وفليسينغين، وهذه الكميات مهددة بالاضطراب مع انتشار الفوضى في أسواق الشحن.
قال شخص مطلع على الأمر، أمس، إنّ شركة "ميرسك" تتعامل مع بعض شحنات شركة الألمنيوم العملاقة "يونايتد كو روسال إنترناشيونال"، وإنّ التعليق على الأمر يشكل خطراً على صادراتها.
اقرأ أيضاً: المخاوف من العقوبات تطيح بأسهم "روسال" الروسية للألمنيوم إلى أدنى مستوى منذ 2018
استمرت مخزونات المعادن في بورصة لندن للمعادن في الانكماش، اليوم الأربعاء، وقفزت طلبات الألمنيوم بمقدار 70.700 طن، وهي الكمية الأكبر منذ شهر يونيو، إذ ارتفعت الطلبات على المعدن في بورت كلانغ. وانخفضت مخزونات النيكل المتاحة مجاناً إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر 2019.
تزامناً مع ذلك، أصدر كبار المسؤولين الحكوميين في الصين أوامر لإعطاء أمن إمدادات الطاقة والسلع الأولوية، بعد أن ثارت مخاوف بشأن الاضطرابات الناجمة عن الحرب. واستحوذت روسيا على ما يقرب من 18% من واردات الصين من النيكل المكرر حتى نهاية العام الماضي، وشكلت نحو 12% من شحنات الألمنيوم.
سجّل الألمنيوم رقماً قياسياً جديداً عند 3560 دولاراً للطن في بورصة لندن للمعادن، فيما ارتفع النحاس بنسبة 1.4%.
