ارتفعت أسعار العقود الآجلة للقمح بأعلى نسبة تسمح بها البورصة لليوم الثاني، مواصلة الصعود الحاد في أسعار أحد السلع الأساسية في العالم بسبب ما ترتب على غزو روسيا لأوكرانيا من تعطيل شحنات القمح من سلة الخبز في منطقة البحر الأسود.
أُغلقت المطارات الأوكرانية بسبب الحرب، وضُربت السفن أثناء القصف كما توقفت أيضاً صفقات الحبوب الجديدة من روسيا.
وتعمد بعض البنوك تخفيض تمويل التجارة في السلع المرتبطة بالبلدين، مع قيام عدد من الحكومات كذلك بزيادة العقوبات ضد روسيا.
يحجب ذلك بعض كبار الموردين عن أسواق الحبوب العالمية، دافعاً المشترين إلى الهرولة إلى موردين آخرين.
علاوة على ذلك، يبدو أن الحرب ستُحدث انقلاباً في زراعة محاصيل الربيع مثل الذرة، وبذلك تمتد فترة التأثير السلبي على الإمدادات.
قالت شركة الاستشارات "أوكرا-أجرو-كونسالت" في كييف إن هذا الصراع أدى إلى "شلل" السلسلة الزراعية في البلاد بداية من عملية الزراعة وحتى الشحن للتصدير.
انقلاب الأسواق
قالت شركة الاستشارات الزراعية "أغريتيل" في مذكرة: "إن الأسواق مازالت مضطربة. وسيكون موسم الربيع شديد الصعوبة بالنسبة للقطاع الزراعي في أوكرانيا، بما يلحق أضراراً بالميزانيات على مستوى العالم".
قفزت أسعار عقود قمح الشتاء الناعم الأحمر القياسي في بورصة شيكاغو بمقدار 50 سنتاً (بأقصى نسبة مسموح بها) إلى 9.80 دولار للبوشل، أو أعلى مستوى منذ عام 2008، وبزيادة 27% عن أسعاره في بداية العام.
كسرت أسعار القمح الأحمر الصلب مستوى 10 دولارات للبوشل، واقترب قمح الطحين في باريس من أعلى مستوى له في تاريخه.
ارتفعت كذلك عقود الذرة الآجلة بوتيرة سريعة، مسجلة زيادة بنسبة 22% تقريباً هذا العام أو أعلى مستوى منذ مايو الماضي. وحلقت عقود تسليم شهر مايو بأعلى نسبة زيادة مسموح بها في بورصة شيكاغو.
تعد أوكرانيا من أكبر الدول المصدرة للقمح في العالم، وتعتمد كل من الصين والاتحاد الأوروبي على القمح المستورد منها.
وصلت أسعار زيوت النخيل وفول الصويا إلى أرقام قياسية. تستحوذ أوكرانيا وروسيا على أغلب التجارة العالمية في زيت عباد الشمس، وهو أحد البدائل الرئيسية لزيت النخيل وفول الصويا.