وقف الروس في طوابير أمام أجهزة الصراف الآلي بكافة أنحاء البلاد لسحب العملات الأجنبية خوفاً من انهيار الروبل نتيجة العقوبات الجديدة التي تم فرضها لمعاقبة الكرملين بسبب غزو أوكرانيا.
يأتي الاقبال على سحب العملات الأجنبية رغم بيع بعض البنوك الدولار بزيادة عن إغلاق السوق يوم الجمعة تفوق الثلث، ليتجاوز بذلك مستوى مقاومة مهم يبلغ 100 روبل مقابل الدولار، وهو ما يراه العديد من الاقتصاديين سبباً سيدفع "البنك المركزي الروسي" لرفع أسعار الفائدة.
طالع المزيد: الدولار بجبروته ليس العملة المناسبة لمحاربة روسيا
تزامن ذلك مع صدمة الروس من إغلاق أوروبا مجالها الجوي أمامهم وتوقف أنظمة الدفع الشائعة مثل "أبل باي".
قال فلاديمير، المبرمج الذي يبلغ من العمر 28 عاماً، الذي رفض ذكر اسمه بالكامل اثناء انتظاره في طابور طويل عند أجهزة الصراف الآلي بمركز تسوق بمدينة وسط موسكو: "أنا مصدوم ولقد تأخرت لأنني لم أعتقد أن ذلك سيحدث".
اقرأ أيضاً: "اعتراف" بوتين يهوي بالروبل الروسي لأدنى مستوى في 15 شهراً مقابل الدولار
نظام السويفت
كانت الولايات المتحدة و"الاتحاد الأوروبي" قد اتفقا نهاية هذا الأسبوع على وقف تعامل بعض البنوك الروسية بنظام السويفت للتحويلات المالية وتجميد احتياطيات "البنك المركزي الروسي" رداً على هجوم فلاديمير بوتين العنيف على أوكرانيا. وقد أغلقت معظم دول أوروبا مجالها الجوي أمام شركات الطيران الروسية، ما زاد من صعوبة تحويل الأموال إلى البلاد.
يواجه بوتين أقسى عقوبات يتم فرضها على أحد الاقتصادات الكبرى منذ جيل على الأقل، الأمر الذي سينعكس على الأسواق يوم الإثنين. قال بعض مسؤولي إدارة بايدن يوم الجمعة، إنهم لم يفكروا بجدية في وقف العمل بنظام السويفت، لكن ذلك قد يكون رد فعل يتم اللجوء إليه نتيجة تصاعد وتيرة الغزو.
هناك مؤشرات على انخفاض حاد للروبل مع افتتاح التداولات يوم الإثنين، وسط تباين أسعار الصرف التي تعرضها البنوك على نطاق واسع يوم الأحد، والتي تراوحت بين 98.08 روبل مقابل الدولار في "ألفا بنك" لتصل إلى 99.49 روبل مقابل الدولار في "سبير بنك"و105 روبل مقابل الدولار لدى مجموعة "في تي بي" و115 روبل مقابل الدولار في "أوتكريتي بنك" بحلول الساعة 3:30 مساءً في موسكو. وقد بلغ سعر اغلاق سعر الصرف الفوري للروبل في "بورصة موسكو" يوم الجمعة 83 مقابل الدولار.
الدولار يقفز لأعلى مستوى في عامين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا
الحد من بيع الروبل
قال بول مكنمارا، مدير صندوق استثماري في "جي إيه إم إنفستمنتس": "لا أتوقع سيناريو لا يتم فيه التوصل لحل، ولا أتوقع تدخلاً فعالاً في التسعير، ولكن قد يتم التدخل بالحد من القواعد القانونية التي تسمح ببيع الروبل".
أعلن "البنك المركزي الروسي" الأسبوع الماضي عن زيادة تدفقات النقد إلى أجهزة الصراف الآلي لتلبية الطلب، كما أصدر بياناً بنهاية يوم الأحد يتعهد فيه بتزويد البنوك بتدفقات "متواصلة" من الروبل، فيما لم يشر البيان إلى دعم محتمل للمعروض من العملة الأجنبية أو فرض قيود.
كانت أخر مرة واجهت فيها روسيا أزمة سحب سيولة في العام عندما انخفضت أسعار النفط عقب فرض الغرب لعقوبات أدت إلى انهيار سعر الصرف حيث تعرض "سبيربنك" أكبر بنك في روسيا لسحب نحو 1.3 تريليون روبل (16 مليار دولار) في أسبوع واحد.
الروبل الروسي في أدنى مستوى منذ 5 سنوات.. و"المركزي" يتدخل
لم يرد ممثلو "سبير بنك" و"في تي بي" البنكان الحكوميان اللذان استهدفتهما العقوبات لطلب التعليق على الفور. كما رفض متحدث باسم "بورصة موسكو" التعليق بشأن خطط تداول الروبل يوم الإثنين.
قالت ألكسندرا سوسلينا، المسؤولة المتخصصة في الميزانية لدى مجموعة "إيكونوميك إكسبرت" ومقرها موسكو: "الوضع غير مستقر تماماً والعقوبات والقيود المفروضة على البنك المركزي قد تزداد سوءاً وهناك اندفاع بالفعل لسحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي، ولكن الأجهزة الخاصة بتلك البنوك التي تتعرض للعقوبات ليس لديها القدرة لتلبية احتياجات تلك الطوابير".