تمتنع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حتى الآن عن فرض عقوبات على روسيا من شأنها أن تعرقل الإمدادات العالمية من الألمنيوم، بحسب أشخاص مطّلعين على المسألة، في حين تواجه السوق تحديات في ظل النقص الشديد بهذا المعدن.
كان مسؤولون في البيت الأبيض قد التقوا مع ممثلين عن قطاع الألمنيوم في الأسابيع الماضية، وأبلغوهم أنَّ الولايات المتحدة لا تعتزم حالياً فرض عقوبات تستهدف الألمنيوم في روسيا، بحسب الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنَّ المحادثات غير علنية.
انخفضت الأسعار المرجعية للألمنيوم في لندن عن المعدلات القياسية التي بلغتها بعد أن كشفت "بلومبرغ نيوز" عن المحادثات.
يشكل الألمنيوم الروسي أكثر من 10% من إجمالي واردات المعدن الأمريكية، مما يؤكد على التأثير السلبي لمثل هذه العقوبات على الولايات المتحدة وحلفائها، إذ يعتمدون عليه في صناعات متعددة من أجهزة "أيفون" للمركبات، والطائرات الحربية.
رفضت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض التعليق.
ارتفعت أسعار الألمنيوم بأكثر من 55% العام الماضي، فيما سعت المعامل حول العالم لزيادة الإنتاج لتلبية الطلب المدفوع بإعادة فتح الاقتصادات بعد الوباء. كان السعر المرجعي قد بلغ معدلاً قياسياً الخميس مع بدء الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا. اقتربت السوق العالمية من عجز يقدّر بنحو 1.9 مليون طن العام الماضي، بحسب المكتب الدولي لإحصاءات المعادن.
عقوبات سابقة
لكن لم تتحسن الإمدادات، إذ أجبر ارتفاع أسعار الطاقة عدداً من معامل أوروبا على الإغلاق، في حين أدت مساعي الحد من التلوث في الصين، المصنّع الأول للألمنيوم، لانخفاض الإنتاج. كانت الولايات المتحدة قد فرضت قبل أربع سنوات عقوبات على شركة الألمنيوم الروسية "يونايتد كو. روسال انترناشونال" (United Co. Rusal International)، مما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار، فيما واجه المشترون صعوبة في إيجاد وحدات متوفرة.
كان سعر الألمنيوم للتسليم بعد ثلاثة أشهر تراجع 0.5% الجمعة ليصل إلى 3378.50 دولاراً للطن الساعة 11:18 ظهراً في بورصة لندن للمعادن، بعدما كانت الأسعار قد قفزت بما يصل 5.7% لتبلغ مستوى قياسياً عند 3480 دولاراً الخميس قبل تقلّص الارتفاع. أمّا النيكل، الذي تعدّ روسيا من أكبر منتجيه أيضاً؛ فتراجع 2% ليُتداول دون سعر إغلاق الأربعاء قبيل الهجوم الروسي.
كان عدد من المسؤولين الأمريكيين قد أعربوا سابقاً عن مخاوفهم من أن تؤدي العقوبات التي تؤثر على إمدادات الألمنيوم لرفع سعر المعدن، في تكرار للفوضى التي سادت في سوق السلع حين فرضت إدارة دونالد ترمب في 2018 عقوبات على قطب الأعمال أوليغ ديريباسكا. تملك شركة ديريباسكا "إي أن + مانجمنت" (En+ Management) حصة أغلبية في "روسال"، ثاني أكبر منتج للألمنيوم في العالم.
برغم أنَّ العقوبات الأمريكية على "روسال"؛ لم تُطبق في نهاية المطاف بسبب إعفاءات وزارة الخزانة المتكررة، إلا أنَّ أسعار الألمنيوم ارتفعت لما يصل 20% في إحدى المراحل؛ إذ تسبب كلّ تأخير في فرض العقوبات بمزيد من الاضطرابات.
كذلك؛ تعدّ روسيا من كبار مصدّري النفط، والغاز الطبيعي، والقمح، والمحاصيل الغذائية، والمعادن الأخرى.