في حين يثير تضخم أسعار الغذاء قلق المستهلكين حول العالم؛ فإنَّ الأسعار مرشحة للارتفاع بشكل أكثر حدّة نتيجة الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي يهدد الشحنات الرئيسية لبعض المحاصيل الأساسية.
تسهم روسيا وأوكرانيا معاً بأكثر من ربع التجارة العالمية من القمح، وبخمس مبيعات الذرة. وقد أدى بالفعل إغلاق الموانئ وسكك الحديد في أوكرانيا، المعروفة بـ"سلة خبز" أوروبا، لفوضى في صادرات السلع في البلاد.
ليست التهديدات على شحنات الحبوب هي التي قد تقود التضخم فقط؛ فروسيا تعدّ من أكبر المصدرين منخفضي التكلفة للأسمدة من كل الأنواع. كما أنَّ السماد بالغ الأهمية بالنسبة لسلسلة الغذاء، إذ إنَّ كلّ طبق تلمسه وصل إلى مائدتك بمساعدة الأسمدة الزراعية. وفي حال عرقلة التجارة الدولية للأسمدة؛ سيؤدي ذلك إلى ارتفاع التكلفة على المزارعين حول العالم، مما يؤدي بدوره إلى المزيد من التضخم في أسعار الغذاء.
زيادة متوقعة في أسعار القمح والذرة
تصاعدت بالفعل أسعار سائر السلع الغذائية هذا الأسبوع، من القمح إلى الذرة وفول الصويا. كما ستسهم الحرب، التي ستوقف صادرات الحبوب من أوكرانيا، على الأرجح في رفع أسعار القمح بنسبة 30% إضافية، وأسعار الذرة بنسبة 20%، بحسب المحللين في "رابو بنك".
ارتفعت أسعار القمح في شيكاغو إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 13 عاماً اليوم الجمعة، بعد أن بلغ الصعود حده الأقصى في الجلسة السابقة، حين قفزت العقود الآجلة إلى الحدّ الأقصى المسموح به في البورصة. كما ارتفعت أسعار الذرة بنسبة حوالي 20% حتى الآن هذا العام.
قال أندرو هاريغ، أحد نواب الرئيس في معهد تسويق السلع الغذائية في منتدى الآفاق الزراعية الذي عقد في وزارة الزراعة الأميركية يوم الخميس، إنَّ "الأمر سيؤدي إلى زيادة التضخم.. ليس لدينا رؤية واضحة بالكامل الآن حول ما سيجري".
وكانت أسعار الغذاء العالمية قد ارتفعت إلى معدلات قياسية في الأشهر السابقة. إذ تسبب الطقس المتطرف في تحديات على زراعة المحاصيل، فيما أدى نقص الأيدي العاملة، وارتفاع تكاليف الشحن إلى عرقلة سلاسل الإمداد. وقال جاك سكوفيل، رئيس مجموعة "برايس فيوتشرز" (Price Futures) في شيكاغو، إنَّ الأزمة في أوكرانيا ستؤدي إلى ارتفاع أكبر في الأسعار، مضيفاً: "الحدود هي السماء".