تعمّقت علامات الأزمة في أسواق الدين الأوكرانية بعد الهجوم الروسي، إذ تشير عقود مقايضة العجز الائتماني إلى احتمال ارتفاع نسبة التخلف عن السداد إلى 90% في غضون خمس سنوات.
قفزت العقود إلى أعلى مستوياتها منذ قيام الدولة بإعادة هيكلة التزاماتها في عام 2015، وفقاً لبيانات مجمّعة من "أيس" ICE لخدمة البيانات. كما ينخفض نشاط التداول، ولم يعد يتم تسعير العقود بنقاط الأساس، وهي الطريقة المعتادة المتّبعة لتسعير المخاطر في السوق، برغم أنَّ نقاط الأساس التي تزيد عن 3000 نقطة تشير إلى قلق المتداولين بشأن الديون الأوكرانية.
يطالب "بائعو الحماية" بدلاً من ذلك بالدفع مقدّماً، وهو ما يحدث عادة عند تجاوز العقود 1000 نقطة أساس، وعندما يرون خطراً وشيكاً متعلقاً بالعجز عن السداد. لذلك تم تحديد عقود التأمين على سندات الدولة البالغة 10 مليون دولار، والآجلة لخمس سنوات بحوالي 6 ملايين دولار مقدماً، و100 ألف دولار سنوياً، مما يشير إلى احتمال ارتفاع التخلف عن السداد بنسبة 90%، وفقاً لبيانات "أيس".
تُظهر بيانات "أيس" أنَّ منحنى المقايضة "مقلوب" مع ارتفاع تكلفة تأمين العجز الائتماني قصير الأجل فوق الحماية طويلة الأجل.
قال مسؤولون، إنَّ الآليات العسكرية الروسية موجودة حالياً في المنطقة الشمالية التي تضم العاصمة الأوكرانية، بعد ورود أنباء عن توغل دبابات من شبه جزيرة القرم إلى الجنوب. وأعلنت الحكومة في كييف الأحكام العرفية، وطالبت بالدعم الدولي، بما في ذلك العقوبات الأشد، ودعوة الرئيس فولوديمير زيلينسكي المواطنين إلى حمل السلاح.
قال يوخن فيلسنهايمر، العضو المنتدب لـ "إكسايا إنفسنتمنت" XAIA Investment المتخصصة في تداول عقود العجز الائتماني والسندات، ومقرها ميونيخ: "حالة عدم اليقين كبيرة، ويُمكن أن يتغيّر الوضع كل ثانية. ينعكس هذا في هوامش أسعار العرض والطلب الضخمة".
تراجعت السندات الأوكرانية البالغة 2.6 مليار دولار المستحقة في مارس 2033 إلى 35 سنتاً من 88 سنتاً على الدولار في بداية العام، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ"، تُظهر كذلك أنَّ البلاد لديها حوالي 23 مليار دولار من الديون العالمية المستحقة، بما في ذلك حوالي 2.2 مليار دولار مستحقة العام المقبل.
بالتزامن مع ذلك؛ ارتفعت تكلفة التأمين على السندات الحكومية الروسية، اليوم الخميس، إلى أعلى مستوياتها منذ 2009 على الأقل، مما يشير إلى احتمالية ارتفاع التخلف عن السداد بنسبة 45% في غضون خمس سنوات، وفقاً لبيانات "أيس" التي أفادت أيضاً أنَّ المتداولين بدأوا في تسعير هذه العقود مقدماً، وانعكس منحنى المقايضة في روسيا.
امتدت عمليات البيع كذلك إلى مقايضات العجز الائتماني للشركات مع ارتفاع المؤشرات القياسية في أوروبا إلى أعلى مستوياتها في أكثر من 20 شهراً.