وسط بحر خسائر أسواق المال على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا؛ تفوقت أسهم شركات مصادر الطاقة المتجددة مع ارتفاع أسعار الطاقة، مما دفع بالمستثمرين لزيادة التفكير في بدائل الطاقة.
ارتفع مؤشر الطاقة المتجددة الأوروبي بنسبة 9.3% يوم الخميس، محققاً أكبر نسبة صعود منذ قاع الوباء في مارس 2020، مما يشكل تناقضاً صارخاً مع انهيار السوق الأوروبية. وكانت شركات "أورستد أيه/إس" (Orsted A/S)، و"سيمنز غاميسا للطاقة المتجددة" (Siemens Gamesa Renewable Energy)، و"فيستاس لأنظمة الرياح" أكبر الرابحين في أوروبا، إذ ارتفعت تلك الشركات بنسبة 10%.
يعتمد الاقتصاد الأوروبي بشكل كبير على النفط والغاز الروسي في إمدادات الطاقة، وقد ارتفع مزيج برنت يوم الخميس فوق 105 دولارات للبرميل للمرة الأولى منذ 2014 وسط مخاوف من تعطّل صادرات الطاقة في وقت شح الإمدادات بالفعل.
وفقاً لـِ روب بارنيت من "بلومبرغ إنتليجنس"؛ قد يتخذ المشرعون الأوروبيون خطوات لتقليل اعتماد المنطقة على الغاز الروسي، مضيفاً أنَّ مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن توفر أسرع مسار لخفض استخدام الغاز في توليد الكهرباء.
من جهته، قال هولغر شميدينغ، كبير الاقتصاديين في "بيرنبيرغ": "يعد التنويع الأسرع بعيداً عن الغاز والنفط الروسي، كما أنَّ زيادة الإنفاق على مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية، والاعتماد على الهيدروجين لتخزين الطاقة؛ أبرز الآثار طويلة المدى للأزمة الروسية الأوكرانية".
كما صعدت أسهم عدد من شركات الطاقة الشمسية الأمريكية يوم الخميس. ارتفعت "صن ران"، أكبر شركة للطاقة الشمسية للأغراض السكنية في البلاد، بما يصل إلى 13%، وهو أكبر ارتفاع في أكثر من شهر. قفز سهم "صنوفا إنرجي إنترناشيونال" بما يصل إلى 14% على مدار اليوم.
يأتي ذلك بعد الركود الذي ضرب شركات الطاقة المتجددة منذ أكثر من عام، فقد باع المستثمرون تلك الأسهم بعد صعودها المتألق في 2020. ولكن بعد انخفاضها بأكثر من 40% من قمة يناير 2021؛ قد يتطلع المستثمرون للعودة.
قال ميغيل ستيلويل داندرادي، الرئيس التنفيذي ورئيس وحدة الطاقة المتجددة المدرجة في "إي دي بي إنرجياس دي برتغال": "إنَّ الارتفاع المفاجئ في أسعار الغاز الطبيعي وعدم اليقين المحيط بالإمدادات الروسية هو "دراسة حالة عن سبب أهمية تسريع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة".