تدافع المستثمرون على شراء السندات التي تحميهم من احتمالية تسارع التضخم، بعد أن أطلق الجيش الروسي الـ هجوم على أوكرانيا اليوم الخميس.
ورفع الهجوم أسعار السلع الرئيسية بحدة، ودفع مؤشرات توقُّعات التضخم على المدى القريب في بريطانيا، وأوروبا، والولايات المتحدة إلى مستويات قياسية، مما وضع ما يعرف بالعائد الحقيقي على السندات الحكومية البريطانية لأجل 10 سنوات، على مسار أكبر هبوط منذ أعقاب التصويت على "بريكست"، ويتجه العائد الألماني المماثل إلى أكبر انخفاض له منذ 2011.
أما العائد المكافئ الأمريكي فيوشك أن يسجل أكبر تراجع له منذ أن ضرب الوباء للمرة الأولى منذ عامين تقريباً.
تفاقمت التحركات مع رهان المتداولين على أنَّ البنوك المركزية لن تستجيب إلى إعادة التسعير في توقُّعات التضخم من خلال تشديد السياسة بوتيرة أكبر، ولم تقلّص أسواق المال رهانات التشديد إلا بالقليل، قبيل اجتماعات السياسة الرئيسية في بنك إنجلترا، والبنك المركزي الأوروبي، والاحتياطي الفيدرالي في مارس.
قالت ألثيا سبينوتسي، الاستراتيجية في "ساكسو بنك": "لكي تنخفض مستويات تعادل العائد مع التضخم؛ سنحتاج إلى سياسات نقدية أكثر تشدداً.. مع ذلك؛ ستتردد البنوك المركزية في رفع الفائدة بقوة وسط الحرب، لما لذلك من تأثير قد يحد بقدر كبير من النمو".
اقرأ أيضاً: الذهب يتلقّى دفعة من هجوم بوتين ويصبح الملاذ الآمن الوحيد
وارتفع معدل تعادل العائد مع التضخم في بريطانيا إلى أعلى مستوى في أكثر من عقدين ونصف العقد، في حين صعد المعدل الألماني المماثل فوق 2% لأول مرة من 2011، وقفز المعدل الأمريكي لعائد السنوات الخمس إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 3.33%، وتمثّل المؤشرات الفرق بين العائدات التقليدية، وتلك المرتبطة بالتضخم، وتقدّم تقديراً للوتيرة المستقبلية لزيادات الأسعار.
وقفزت مقايضات التضخم لأجل عام في منطقة اليورو 56 نقطة أساس إلى 4.75%، كما ارتفع المعدل البريطاني 115 نقطة أساس إلى 8.05%.