الأسواق تتخلّص من تأثير احتمالات تصاعد التوترات في أوكرانيا

لا تزال الأزمة الأوكرانية تلقي بظلالها على الأسواق العالمية - المصدر: بلومبرغ
لا تزال الأزمة الأوكرانية تلقي بظلالها على الأسواق العالمية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تستمر المواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا في إرباك الأسواق وبناء المستثمرين تحوطات ضد مزيد من التقلبات.

رغم استمرار تسجيل الأسهم العالمية مكاسب يوم الأربعاء، فقد توقفت مؤقتاً ارتفاعات الملاذات الآمنة مثل الذهب، وسط بعض التفاؤل بسبب إعلان روسيا الانسحاب الجزئي للقوات المحتشدة بالقرب من الحدود الأوكرانية، الذي جاء معارضاً لوجهة النظر الأمريكية بأن الكرملين قد يأمر بإرسال قوات إلى أوكرانيا.

قال أدريان زويرشر، رئيس قسم تخصيص الأصول العالمية في ذراع إدارة الثروات لدى مجموعة "يو بي إس" لتليفزيون "بلومبرغ": "لم نخرج من مرحلة الخطر، ولا تزال المخاطر قائمة".

وأشار إلى أن التحوط من التصعيد صعب، ولكن من المحتمل أن يتزايد التعرض للنفط والسلع الأخرى وكذلك الين مقابل اليورو.

ارتفعت مؤشرات التذبذب لكل من "مؤشر ستاندرد آند بورز 500" وسندات الخزانة الأمريكية بشكل ملحوظ فوق متوسطات 12 شهراً، ليعكس استمرار حذر المتداولين، إذ ارتفع مؤشر "فيكس" -مؤشر التذبذب لبورصة شيكاغو لعقود الخيارات– إلى مستوى 25 مقارنة بمتوسط العام البالغ ​​19.6.

التقلبات لا تزال قائمة

تعثرت الأسواق بالفعل قبل تزايد احتمال حدوث أكبر أزمة أمنية في أوروبا منذ عقود رغم نفي روسيا التخطيط للغزو، وسط ارتفاع الضغوط التضخمية ورفع أسعار الفائدة.

كتب كريس ويستون، رئيس الأبحاث في "بيبيرستون فاينانشيال"، في مذكرة بحثية: "لست متأكداً من وجود شخص يعرف حقاً ما يحدث، وأعتقد أنه سيكون هناك مزيد من التقلبات. وإمكانية عودة التحوط من التوترات الجيوسياسية، مثل عقود النفط الخام، والذهب، وصناديق التحوط ضد التقلبات، وأدوات التحوط قصيرة الأجل، يمكن أن تعود".

توقف انخفاض الأسهم الأمريكية الذي استمر لثلاثة أيام يوم الثلاثاء بعد تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين التي أشار فيها إلى أمله التوصل إلى حل دبلوماسي، والتي أعادت الزخم إلى الطلب على الأصول التي تحمل مخاطرة.

نفط ومعادن ثمينة

توقفت ارتفاعات أسعار النفط الخام والذهب يوم الأربعاء عند مستوياتها التي تفوق أسعار الأسبوع الماضي وقتما تصاعدت المخاوف بشأن الغزو.

كتبت إيمي وو سيلفرمان، الخبيرة الاستراتيجية في مشتقات الأسهم بشركة "آر بي سي كابيتال ماركتس"، في مذكرة بحثية: "من واقع خبرتي، غالباً ما يعقب أحداث التوترات الجيوسياسية تراجع في الأسعار".

وأشارت إيمي إلى أن التحوط ضد التراجعات من خلال المشتقات المالية في صناديق المؤشرات المتداولة مثل "أي شير تشاينا للأسهم الكبيرة" و"مؤشر ستاندرد آند بورز 500" قد توفر تحوطات رخيصة نسبياً.

أشار استراتيجيو "باركليز"، ومن بينهم إيمانويل كاو، إلى أن "التراجعات السابقة بسبب الصراعات العسكرية لم تدُم طويلاً"، ونصحوا المستثمرين بمواصلة المسار.

إذا انحسرت التوترات في أوكرانيا فمن المرجح أن يتحول التركيز مرة أخرى إلى تشديد السياسة النقدية التي يُحتمل أن تكون أكثر قوة لدى "الاحتياطي الفيدرالي" للحد من ارتفاعات الأسعار، ما ينذر بمزيد من التقلبات.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك