قالت شركة "غلينكور" إنها تتوقع إغلاق تحقيقات الفساد، التي شنتها السلطات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، واستمرت لفترة طويلة، خلال العام الجاري، مع إعلان أكبر شركة لتداول السلع الرئيسية عن تحقيقها أعلى أرباح لها على الإطلاق، وحوالي 4 مليارات دولار من العوائد للمساهمين.
دعاوي قضائية تتهم "بي بي" و"غلينكور" بالتورط المالي في الانتخابات النيجيرية
قالت "غلينكور" إنها خصصت 1.5 مليار دولار لتسوية التحقيقات التي قادتها وزارة العدل الأمريكية، ومكتب جرائم الاحتيال الخطيرة في المملكة المتحدة، بالتعاون مع السلطات البرازيلية، على خلفية اتهامات مزعومة بغسيل الأموال والفساد.
دفع غرامة بهذا الحجم سيكون نقطة سوداء كبيرة في ملف الشركة الرائدة، لكنها ضئيلة مقارنة بأرباح "غلينكور"، حيث أبلغت الشركة عن تحقيق عوائد أساسية بنحو 21.3 مليار دولار، أي ما يعادل ضعف المستوى الذي تحقق قبل عام.
تحقيقات الفساد
خضعت الشركة للتحقيق أمام وزارة العدل الأمريكية منذ عام 2018، بسبب اتهامات على صلة بجرائم فساد محتملة وغسيل أموال في عدة دول من بينها نيجيريا وفنزويلا.
تسبب تحقيق وزارة العدل الأمريكية إلى جانب التحقيقات التي أجرتها سلطات المملكة المتحدة في تشويه الأيام الأخيرة للرئيس التنفيذي السابق أيفان غلاسينبيرغ، الذي سعى إلى الإشراف على التغيير في كل من ثقافة وإدارة الشركة.
تحقيق "بتروبراس" يكشف قيام وحدة تابعة لـ"غلينكور" بدفع الرشوة في سوق زيت الوقود
لطالما اعتُبرت الغرامة المحتملة والعقوبات اللاحقة كعبء هدام لأسهم الشركة، وعلى الأرجح سيرحب المستثمرون بفرصة التخلص منها بحلول نهاية العام الجاري.
قالت الشركة إن توقيت ونتيجة التحقيق في سويسرا وهولندا سيظلان محل شك، لكنها قد تتحمل أي نتيجة متوقعة لتجنب العقوبة المزدوجة للجرم ذاته.
أرباح متوقعة
أصبحت "غلينكور" -أكبر شركة لتداول السع الأساسية- في وضع يسمح لها بأن تكون واحدة من أكبر الرابحين مما يراه بعض المحللين كدورة فائقة جديدة في السلع الأساسية.
وتنتج مناجم الشركة مترامية الأطراف العديد من المواد الخام المطلوبة لإجراء تحول الطاقة، وبوصفها أحد أكبر شركات شحن الفحم، تستفيد الشركة أيضاً من أزمة الطاقة العالمية.
وحدة "غلينكور" توسع أعمال تجارة الحبوب الأمريكية في صفقة بـ 1.1 مليار دولار
في السنوات الأخيرة، فوتت "غلينكور" على نفسها فرصة تحقيق أرباح وفيرة وتوزيعات أرباح مماثلة لما قدمته شركات التنقيب عن الحديد الخام المنافسة لها. والآن، يعني الارتفاع الكبير في أسعار الفحم أنها مهيأة للانضمام إلى فريق الشركات التي ستقدم عوائد كبيرة للمساهمين.
إستراتيجية مستمرة
قالت الشركة، اليوم الثلاثاء، إنها ستدفع توزيعات أرباح بنحو 3.4 مليار دولار، وأعلنت عن عمليات إعادة شراء أسهم بقيمة 550 مليون دولار. وحققت وحدة التداول في الشركة، التي استفادت من التأرجح الكبير في أسعار السلع الرئيسية، أرباحاً بقيمة 3.7 مليار دولار.
تعتبر نتائج العام الكامل الأخيرة أول أرباح يُعلن عنها تحت إدارة المدير التنفيذي الجديد غاري ناغل، بعد أن تولى الإدارة العام الماضي خلفاً لغلاسينبيرغ، الذي استمر في المنصب لفترة طويلة.
حافظ ناغل إلى حد كبير على استراتيجية سلفه في المنصب، والتي ترتكز على تبسيط الأعمال التجارية وتقليص الديون، التي تراجعت إلى 6 مليارات دولار، وهو مبلغ أقل بكثير من أدنى مستوى في نطاق الشركة المستهدف.
موسم قوي
تعتبر "غلينكور" واحدة من أوائل شركات التنقيب الكبرى التي تعلن عن أرباح العام بأكمله، وأبلغت مجموعة "بي إتش بي" (BHP) للتو عن أرباح نصف سنوية وفيرة، فيما يتوقع أن يكون موسماً قوياً آخر من الأرباح للقطاع.
وكان القطاع أحد كبار الرابحين من تعافي الاقتصاد العالمي من الوباء، مدعوماً بالحوافز الدولارية التريليونية التي ضختها الحكومات.
هذه الظروف المواتية تسببت في تحقيق "غلينكور" لصعود كبير في الأسهم، التي وصلت إلى أعلى سعر لها فيما يقرب من عقد كامل خلال الأسابيع الأخيرة، لتقفز بذلك بنحو 50% خلال العام الماضي.