المستثمرون المصدومون يراقبون السندات طويلة الأجل ويترقبون إشارات "الفيدرالي"

 رهان على شروع الاحتياطي الفيدرالي في سلسلة عنيفة من زيادة أسعار الفائدة بداية من الشهر المقبل  - المصدر: بلومبرغ
رهان على شروع الاحتياطي الفيدرالي في سلسلة عنيفة من زيادة أسعار الفائدة بداية من الشهر المقبل - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

عادة تتبع الصدمات القوية في الأسواق هزات متتالية - وقد لا تصبح تلك التي رجت سوق سندات الخزانة على مدى الأسبوع الماضي استثناء من ذلك. تلقى المستثمرون في سوق السندات ضربة يوم الخميس الماضي عندما تسارعت وتيرة التضخم بما يتجاوز التوقعات مرة أخرى إلى أعلى مستوى في أربعة عقود، ودفعت المتعاملين في وول ستريت إلى المسارعة إلى زيادة الرهان على أن يشرع الاحتياطي الفيدرالي في سلسلة عنيفة من زيادة أسعار الفائدة بداية من الشهر القادم.

طالع المزيد: مستثمرو السندات يراهنون على رفع الفائدة الأمريكية 7 مرات في 2022

ثم جاء مساء الجمعة صادماً بنفس الدرجة من الناحية الأخرى: ارتفعت سندات الخزانة ارتفاعاً حاداً مع تحذير مسؤولي الولايات المتحدة من أن روسيا قد تشن قريباً هجوماً عسكرياً ضد أوكرانيا، ما دفع المستثمرين إلى نقل السيولة المالية إلى ملاذات آمنة. رغم إنكار روسيا المتكرر أنها تخطط لغزو البلاد.

أكدت صدمة الأسبوع الأخير على حالة الاضطراب التي تنتشر سريعاً في سوق السندات الأمريكية، فترفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل، ليستقيم منحنى العائد، بل إنها تعكس لفترة قصيرة منحنى العائد بين سندات أجل 7 سنوات وسندات أجل 10 سنوات، بينما يحاول المستثمرون تحسس الخطوة القادمة.

اقرأ أيضاً: التضخم الأمريكي يتفوق على التوقعات ويقفز 7.5% في يناير

إعادة تسعير السندات

إعادة تسعير السندات قصيرة الأجل بسرعة خلال الأسبوع – التي لم تعد إلى أسعارها السابقة إلا بشكل جزئي يوم الجمعة – دفعت المستثمرين سريعاً إلى إعادة التركيز على السندات الأطول أجلاً وكيف يحتمل أن تتأثر بخطط بنك الاحتياطي الفيدرالي لأن يبدأ تخفيض ما بحوزته من سندات.

في مقابلة مع "تليفزيون بلومبرغ" يوم الجمعة الماضي، قال ريتشارد سابرستين، رئيس شؤون الاستثمار في شركة "تريجاري بارتنرز" (Treasury Partners): "لابد أن يدرك المستثمرون أن هذه السوق ستصبح شديدة التقلب وأن عليهم توخي الحذر في استثماراتهم".

موجة البيع الكثيف التي انطلقت مع صدور تقرير الخميس الذي يكشف عن تسارع معدل زيادة أسعار المستهلك إلى 7.5% سنوياً في شهر يناير الماضي جاء تأثيرها الأعنف على الأوراق المالية الأقصر أجلاً إذ أعاد المستثمرون تقييم توقعاتهم لمسار الاحتياطي الفيدرالي مستقبلاً، وقد شهدت عوائد سندات الخزانة أجل عامين أعلى قفزة يومية لها منذ عام 2009.

في نفس الوقت، ضاقت الفجوة بين عوائد سندات الخزانة أجل 5 سنوات وأجل 30 عاماً إلى أقل من 40 نقطة أساس، وهي أقل فجوة بينهما منذ كان بنك الاحتياطي الفيدرالي ينتهي من آخر حملة له لزيادة أسعار الفائدة في عام 2018. ويشير ذلك إلى توقعات بأن يتباطأ نمو الاقتصاد مع شروع الاحتياطي الفيدرالي في تشديد السياسة النقدية.

طالع أيضاً: المتشائمون في سوق السندات يستعدون لتحديات التضخم ومزادات الخزانة

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

انكماش الفجوة

انكماش هذه الفجوة جعل المحللين في ترقب لنشر محضر اجتماع "لجنة السوق المفتوحة" يوم الأربعاء القادم بحثاً عن إشارات إلى كيفية شروع الاحتياطي الفيدرالي في تخفيض ما بحوزته من أصول تبلغ قيمتها 9 تريليونات دولار، وهي أداة أخرى يعتزم استخدامها حتى يسحب الدعم النقدي من النظام المالي.

يحتمل أن البنك المركزي سوف يستخدم هذه السياسة التي يطلق عليها التقشف الكمي حتى يمنع العوائد طويلة الأجل من الهبوط إلى مستوى أقل من العوائد قصيرة الأجل – وما ينتج عن ذلك من منحنى عائد مقلوب – عن طريق تخفيض استراتيجي لما بحوزته من أوراق مالية معينة.

قال مارك هولمان، الرئيس التنفيذي لشركة "توينتي فور أسيت مانجمنت" (TwentyFour Asset Management)، وهي شركة استثمار في لندن تتخصص في أوراق الدخل الثابت: "أعتقد أن الأمر يتعلق بالتقشف الكمي والحفاظ على هدوء إيجابي في منحنى العائد".

استقامة منحنى العائد في الأسبوع الماضي ركزت الضوء على دور الاحتياطي الفيدرالي في تحقيق التوازن، إذ يسعى إلى كبح معدل التضخم دون عرقلة نمو الاقتصاد.

عادة يحدث ما يطلق عليه استقامة منحنى العائد التشاؤمية، التي دفعت منحنى العائد على سندات الخزانة أجل 10 سنوات إلى أعلى من 2% يوم الخميس الماضي لأول مرة منذ عام 2019، عندما تعتقد سوق السندات أن البنك المركزي تأخر في سياسته عن مستوى حركة العائد وأنه بحاجة إلى أن يتدخل بدرجة من القوة قد توقف نمو الاقتصاد.

أسواق عقود المبادلة بدأت تتوقع رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الرئيسية المعيارية لليلة واحدة بصورة منتظمة على مدى اجتماعاته السبعة خلال العام الجاري.

اقرأ أيضاً: بنوك "وول ستريت" تستعد لغزو سوق السندات قبل رفع تكلفة الاقتراض

تهدئة معدل النمو

قد يسمح هذا المسار بتهدئة معدل نمو الاقتصاد وتخفيف الضغوط التضخمية ويساهم في تفسير الزيادة المحدودة في العوائد طويلة الأجل.

غير أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي منشغلون أيضاً بالإشارة السلبية التي يرسلها منحنى العائد المعكوس، وهي التي يمكن أن تتحول إلى نبوءة تتحقق ذاتياً إذا بدأ المستثمرون ينسحبون توقعاً لركود الاقتصاد.

قال كيفين فلاناغان، رئيس استراتيجية أوراق الدخل الثابت لدى شركة "ويزدام تري إنفستمنتس" (WisdomTree Investments): "ربما أن الاحتياطي الفيدرالي لا يرغب في منحنى عائد مستقيم معكوس عاجلاً ولا آجلاً، مما يجعل خطته بشأن ميزانية الأصول قضية مهمة جداً بالنسبة لسوق السندات والمسار النهائي لعوائد سندات الخزانة أجل 10 سنوات".

منحنى العائد المستقيم أو المعكوس – الذي قد يظهر لو بدأت السوق تراهن على زيادة كبيرة في أسعار الفائدة قصيرة الأجل – قد يعزز استخدام الاحتياطي الفيدرالي لميزانيته من الأصول في تشديد السياسة النقدية. فهو عادة يخفض ما بحوزته من سندات عن طريق عدم إعادة استثمار حصيلة الأوراق المالية التي تبلغ أجل استحقاقها، رغم أنه أيضاً قد يلجأ إلى بيع سندات حتى يرفع عوائد السندات طويلة الأجل.

هولمان من شركة "توينتي فور" قال: "قطع منحنى العائد شوطاً في طريق طويلة وهذه الاستقامة تشكل بالتأكيد هماً عند الاحتياطي الفيدرالي. إذا كان الاحتياطي الفيدرالي حقاً يرغب في التأثير على منحنى العائد فسوف يضطر إلى بيع أصول، لأن مجرد ترك الديون تفيض، يعني أنها ستستمر في ذلك في الأجل القصير. فإذا أراد البنك المركزي زيادة انحدار العائد فينبغي عليه أن يبيع أصولاً".

الأجندة الاقتصادية

15 - فبراير: أسعار المنتجين؛ تقرير "إمباير" للقطاع الصناعي (Empire)؛ تدفق رأس المال العالمي في سندات الخزانة.

16 - فبراير: تقرير الطلب على قروض الرهن العقاري (MBA)؛ مبيعات التجزئة؛ أسعار التصدير والاستيراد؛ الإنتاج الصناعي؛ مخزون الشركات؛ مؤشر الإسكان (NAHB)؛ محضر اجتماع "لجنة السوق المفتوحة".

17 - فبراير: تصاريح البناء؛ مشاريع الإسكان؛ طلبات إعانة البطالة؛ توقعات الاحتياطي الفيدرالية بولاية فيلادلفيا.

18 - فبراير: مبيعات المنازل القائمة؛ مؤشر الأداء المستقبلي.

· جدول أعمال الاحتياطي الفيدرالي:

14 - فبراير: جيمس بولارد، رئيس الاحتياطي الفيدرالي بسانت لويس يتحدث على قناة "سي إن بي سي".

16 - فبراير: محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة؛ نيل كاشاري، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس.

17 - فبراير: بولارد؛ لوريتا ميستر، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي لكليفلاند.

18 - فبراير: عضو المجلس الحاكم للاحتياطي الفيدرالي كريستوفر وولر؛ رئيس الاحتياطي الفيدرالي بولاية شيكاغو، تشالز إيفانز؛ الرئيس الجديد للاحتياطي الفيدرالي بنيويورك جون ويليامز.

· أجندة المزادات

14 - فبراير: أذون خزانة أجل 13 إلى 26 أسبوعاً.

16 - فبراير: سندات أجل 20 سنة.

17 - فبراير: أذون خزانة أجل 4 إلى 8 أسابيع؛ وسندات خزانة محمية من التضخم أجل 30 عاماً.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك