أعلنت شركة "فورد" عن أرباح الربع الرابع من العام الماضي، والتي خيَّبت توقعات المحللين الاقتصاديين، رغم ارتفاع أسعار سياراتها، كما حذَّرت من صعود تكاليف السلع الأساسية بشكل أكبر خلال العام المقبل.
ربحت أسهم الشركة المُصنعة للسيارات، أمس الخميس، 26 سنتاً للسهم الواحد، باستثناء بعض العناصر، وهذا الرقم أقل من توقعات المحللين، ممن تنبؤوا بزيادة قدرها 45 سنتاً في المتوسط.
كما جاءت الأرباح المعدَّلة قبل الفوائد والضرائب بنحو 2 مليار دولار أقل من تقديرات المحللين البالغة 2.77 مليار دولار.
فورد تخطط لإنفاق 20 مليار دولار لدعم تحول إنتاجها للسيارات الكهربائية
بالنسبة لعام 2022، توقعت "فورد" أرباحاً تتراوح بين 11.5 إلى 12.5 مليار دولار قبل الفوائد والضرائب، وهو ما يشكل ارتفاعاً بنحو 15% إلى 25% مقارنة بـ2021.
التحوّل إلى السيارات الكهربائية
رحب المستثمرون بجهود الرئيس التنفيذي، جيم فارلي لتسريع تحول "فورد" نحو المركبات الكهربائية، مما رفع سعر السهم بنحو 136% خلال العام الماضي، وجعل الشركة الأكثر تحقيقاً للمكاسب بين نظيراتها في قطاع تصنيع السيارات. كما تجاوزت القيمة السوقية لـ"فورد" حاجز الـ100 مليار دولار لفترة وجيزة.
خلال الأسابيع الأخيرة، تراجعت تلك القيمة السوقية مجدداً إلى حوالي 81 مليار دولار. وهبط سعر السهم 7.9% تقريباً، ليصل إلى 18.32 دولاراً في التداولات الممتدة بعد ساعات العمل الرسمية، كما انخفض بنسبة 4.2% خلال العام الجاري حتى إغلاق الخميس.
قال فارلي في بيان: "من الواضح أن الأداء المالي للشركة يشكل عاملاً حاسماً، ونفتخر أيضاً بمتابعة العملاء لكيفية تحول (فورد) نحو إدماج المركبات الكهربائية".
تعزيز الإنتاج
أفادت بلومبرغ نيوز" في الأول من فبراير الجاري أن "فورد" تدرس إضافة نحو 20 مليار دولار إلى إنفاقها على المركبات الكهربائية خلال العقد المقبل، حتى تحوِّل مصانعها إلى إنتاج الطرازات التي تعمل بالبطاريات.
زاد فارلي بالفعل من إنتاج طراز "موستنغ ماك – إي" في المكسيك ثلاثة أضعاف، كما ضاعف إنتاج سيارات "أف – 150 لايتنينغ" المقرر طرحها في الأسواق خلال الربيع المقبل.
قال دايفيد ويستون، المحلل في "مورنينغ ستار" بشيكاغو، قبل صدور تقرير الأرباح: "غامرت (فورد) بقوة كبيرة فعلاً في تحويل بعض طرازاتها الأيقونية إلى كهربائية، وهو ما شكل خطوة جرئية حازت على إعجاب السوق".
"فورد" تتوسع في إنتاج السيارات الكهربائية للحصول على مكان خلف "تسلا"
وتابع: "بدلاً من اختيار بعض السيارات الصغيرة، التي توفر الطاقة ويمكنها السير لمسافة 100 ميل فقط في الشحنة الكهربائية الواحدة، قامت الشركة بتعديل سيارات (موستنغ ماك – إي) ذات المظهر الرائع، كما تستعد لطرح (أف – 150 لايتنينغ)، أهم طراز لديها، هذا العام".
إيرادات متزايدة
وصلت الإيرادات الإجمالية للشركة المُصنعة للسيارات خلال الربع الرابع إلى 35.3 مليار دولار، متفوقة على توقعات المحللين بنحو 34.6 مليار دولار.
اشترى المستهلكون سيارات الشركة، التي يقع مقرها في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، بسعر أعلى، حيث تسبب الوباء ونقص أشباه الموصلات في تقلص المخزونات لدى متاجر الوكلاء، مما أدى إلى إلغاء الخصومات.
خلال الربع الرابع، وصل متوسط أسعار البيع لطرازات "فورد" في الولايات المتحدة إلى 51 ألف دولار تقريباً، ارتفاعاً من 46211 دولاراً قبل عام مضى، وفقاً لشركة "إدموندز دوت كوم" المتخصصة في أبحاث الشركات المصنعة للسيارات.
أما شركة "جنرال موتورز" المنافسة، التي تقع على الطرف المقابل من الولاية، فأعلنت هذا الأسبوع عن أرباح الربع الرابع، التي تفوقت على تقديرات المحللين، لكن الآفاق المستقبلية للعام الجاري لم تتغير بشكل كبير بالمقارنة مع 2021.
