راهن المتعاملون على إقدام البنك المركزي الأوروبي على زيادة أسعار الفائدة في وقت أقرب بعد تصريح رئيسة البنك كريستين لاغارد بأنَّ مخاطر التضخم في المستقبل تميل نحو الارتفاع، مما أدى إلى زيادة أسعار اليورو، وأطلق موجة بيع في سوق السندات على مستوى منطقة اليورو.
تراهن أسواق النقد على أنَّ البنك المركزي الأوروبي سيرفع الفائدة بمقدار 40 نقطة أساس حتى نهاية شهر ديسمبر القادم مقارنة مع 25 نقطة أساس قبل تصريح لاغارد.
قفز سعر اليورو إلى أعلى مستوى في أسبوعين أمام الدولار، وانخفضت السندات في مختلف أنحاء المنطقة بقيادة السندات الإيطالية.
تأتي إعادة التقييم برغم إبقاء البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي عند سالب 0.5% يوم الخميس، في إشارة إلى أنَّ المستثمرين يتوقَّعون أن يضطر البنك قريباً إلى التدخل لمواجهة تسارع معدل التضخم.
كشفت البيانات الصادرة أوائل الأسبوع الجاري عن ارتفاع أسعار المستهلك في يناير بنسبة قياسية بلغت 5.1% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
موجة بيع السندات
قال بيت بي إتش كريستيانسن، كبير الاستراتيجيين لدى بنك "دانسكه": "هذه هي (لاغارد) التي تنتمي إلى الصقور، وهنا يظهر تأثير عام 2022. إنَّ المؤتمر الصحفي يتناقض تناقضاً صارخاً مع القرار".
قادت سندات إيطاليا موجة البيع الكثيف؛ إذ يُعدِّل المتعاملون توقُّعاتهم مرة أخرى، مع ارتفاع عوائد السندات التي تُستحق بعد 10 سنوات بواقع 19 نقطة أساس. ورفع ذلك عائد هذه السندات فوق سندات الديون الألمانية المناظرة لها – وهي معيار مهم لقياس المخاطرة في المنطقة – إلى أعلى مستوى منذ عام 2020.
قفزت عوائد السندات الألمانية لأجل عامين، وهي أكثر السندات حساسية لسياسة أسعار الفائدة، بمقدار 13 نقطة أساس إلى سالب 0.32%، أو أعلى مستوى منذ عام 2015.
واقتربت عوائد السندات التي تستحق بعد 5 سنوات من 0%، بعد أن تجاوز عائد السندات الفرنسية بنفس أجل الاستحقاق هذه العتبة خلال الأسبوع الجاري.
في وقت مبكر من اليوم الخميس، رفع بنك انجلترا سعر الفائدة الرئيسي، وصوَّت بالموافقة على زيادة غير عادية للفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، مع مراهنة بعضهم على أنَّ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يتخذ خطوة على الدرجة نفسها في الشهر القادم.
ارتفعت قيمة عملة اليورو بنسبة 1% تقريباً إلى 1.1412 دولاراً، أو أعلى مستوى منذ 18 يناير.