فاجأت كولومبيا معظم خبراء الاقتصاد برفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ نحو عقدين من الزمان، في محاولة من صنّاع السياسة لاستعادة السيطرة على التضخم المرتفع.
قال محافظ البنك المركزي الكولومبي ليوناردو فيلار، في مؤتمر صحفي عُقد عقب اجتماع لجنة صنّاع السياسة النقدية، إنّ البنك رفع سعر الفائدة القياسي بمقدار نقطة مئوية واحدة ليصل إلى 4%.
لقد صوّت خمسة من أعضاء مجلس الإدارة السبعة لصالح هذه الخطوة، فيما أراد الاثنان الآخران زيادة أقل بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية.
"بنك أوف أمريكا": قد تُرفع الفائدة بكل جلسة لـ"الفيدرالي" في 2022
وأضاف فيلار، وهو يقرأ بيان السياسة: "هذا القرار يتوافق مع دينامية اقتصادٍ تعافى سريعاً ولا يحتاج إلى نفس مقدار الحوافز النقدية التي زوّده بها البنك على نحو مناسب خلال أزمة كوفيد".
أُغلقت الأسواق المحلية بمجرد إعلان القرار. لقد توقع 2 من بين 25 محللاً هذه الخطوة، إذ توقعت الأغلبية زيادة أقل بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية.
كبح التضخم
جاءت هذه الخطوة التي اتخذتها كولومبيا في أعقاب قرار اتخذته تشيلي في بداية هذا الأسبوع برفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 20 عاماً، فقد سارع صنّاع السياسة في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية إلى سحب الحوافز النقدية بعد ارتفاع التضخم عن النطاق المستهدف في بلد تلو الآخر في أثناء انتعاش الاقتصادات من تداعيات الوباء.
انتهى عام 2021 بنسبة تضخم تبلغ 5.6%، وهي أسرع وتيرة مسجلة في خمسة أعوام. ويتوقع المحللون الذين شملهم استطلاع البنك المركزي تباطؤ هذه النسبة إلى 4.5% بحلول نهاية العام الجاري، لكنها ستظل أعلى من هدف البنك المركزي في البلاد.
وحالياً، رفعت كولومبيا أسعار الفائدة بمقدار 2.25 نقطة مئوية منذ سبتمبر.
تشيلي تفاجئ المستثمرين بأكبر رفع لأسعار الفائدة منذ 20 عاماً
تشير تقديرات الحكومة إلى أن اقتصاد منطقة "الأنديز" نما بأسرع وتيرة له منذ أكثر من قرن في عام 2021، مع تخفيف القيود المفروضة للحد من أعداد الإصابات بفيروس "كوفيد-19". ويتوقع المحللون الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم أن ينمو اقتصاد كولومبيا بنسبة 4% هذا العام، وهي نسبة أسرع من البرازيل والمكسيك وبيرو وتشيلي.
كذلك يكافح صنّاع السياسة في الدول المتقدمة مع ارتفاع الأسعار بشكل سريع، فقد قال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، هذا الأسبوع إنّ لجنة السياسات مستعدة لرفع أسعار الفائدة في مارس.