المستثمرون الأجانب يهربون من بعض الأسواق الناشئة الرئيسية في آسيا وسط تداولات مضطربة وعنيفة قبيل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، حيث يتوقع أن يلمح صناع السياسة النقدية إلى رفع أسعار الفائدة في مارس المقبل.
باعت الصناديق الأجنبية هذا الأسبوع أسهماً بقيمة صافية بلغت 3.1 مليار دولار في تايوان وكوريا الجنوبية والهند حتى الآن، وفقاً لأحدث الأرقام المتاحة التي جمعتها "بلومبرغ".
يأتي ذلك في أعقاب انسحاب 4.9 مليار دولار في الأسبوع الماضي، وهي أعلى قيمة لخروج الأموال منذ شهر أغسطس.
طالع المزيد: المستثمرون يبحثون عن ملاذات آمنة بعد سيطرة أوميكرون في آسيا
المخاطر الجيوسياسية
قالت لوران تان، مديرة بحوث أسهم آسيا لدى شركة "مورنينغ ستار" (Morningstar): "بالإضافة إلى زيادة المخاطر الجيوسياسية (روسيا – أوكرانيا)، التي قد تؤدي إلى استمرار ارتفاع تكلفة الطاقة في المدى القريب، تتزايد المخاطر بشكل كبير في الوقت الحالي وليس غريباً أن نرى سحباً للأموال من على الطاولة".
خسر مؤشر "مورغان ستانلي المجمع لآسيا والباسيفيك" أكثر من 5% في أسبوعين، لأن الرهانات المرتفعة على تقشف السياسة النقدية بأسرع من المتوقع وتصاعد التوترات حول أوكرانيا أحدثت اضطراباً في أسواق الأسهم.
عانت مؤشرات تايوان وكوريا نتيجة تعرضها بدرجة كبيرة لمخاطر قطاع التكنولوجيا، حيث شهد هذا القطاع الجانب الأكبر من عمليات البيع الكثيفة التي واكبت زيادة العائد على السندات.
قال هيون تشوي، رئيس قطاع الأسهم لدى شركة "بارينغ أسيت مانجمنت كوريا" (Baring Asset Management Korea): "يبدو أن المستثمرين الأجانب بدأوا في تخفيض حيازتهم من الأصول الخطرة وهم يقيمون سياسة التقشف النقدي للاحتياطي الفيدرالي. يحتاج المستثمرون وقتاً للتأقلم مع البيئة الجديدة التي تشهد تغييراً في حجم السيولة".
اقرأ أيضاً: مع اقتراب تقليص حزم التحفيز بأمريكا... الأسواق الناشئة الآسيوية مستعدة بشكلٍ أفضل
مخالفة الخروج
بعض الأسواق في جنوب شرق آسيا، التي تتعرض بقدر قليل نسبياً لمخاطر شركات التكنولوجيا، خالفت اتجاه خروج رؤوس الأموال. فقد سجل الأجانب صافي شراء بكمية قليلة في إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام هذا الأسبوع.
في الهند، حيث انخفض مؤشر الأسهم المعياري بأعلى نسبة في شهرين يوم الإثنين الماضي، كانت شركات التكنولوجيا الاستهلاكية بين أكبر الخاسرين.
وقال أبهاي أغاروال آنذاك، مدير صندوق لدى شركة "بايبر سيريكا أدفايزرز" ومقرها في مومباي (Piper Serica Advisors): "تبدو هذه الموجة العنيفة من البيع في السوق كأنها تصفية اضطرارية من قبل كبار المستثمرين الأجانب".