يبدو أن الأسهم مهيأة للمزيد من الهبوط يوم الإثنين في ظل تزايد القلق من تشديد مجلس الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية، كما أظهر تراجع العملات المشفرة خفوت شهية المستثمرين تجاه المخاطرة.
تراجعت العقود الآجلة في أسواق اليابان وأستراليا وهونغ كونغ لتستكمل بذلك موجة هبوط الأسبوع الماضي والتي تعد واحدة من أطول سلاسل انخفاضات الأسهم العالمية منذ بداية الجائحة. واستقر الدولار مقابل العملات الرئيسية في التعاملات الآسيوية المبكرة.
من المتوقع أن يلمح بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء إلى رفع أسعار الفائدة بداية من مارس وتخفيض الميزانية العمومية في وقت لاحق من هذا العام. وسيجبر تقليص الحزم التحفيزية على إعادة تقدير التوقعات الاقتصادية وآفاق الأسواق.
ويعد أحد الأسئلة الرئيسية هو كيف سيؤثر تحول سياسة الفيدرالي على الدخل الثابت؟. تراجعت سندات الخزانة في بداية الأسبوع الماضي، قبل أن تعاود الارتفاع بشكل حاد ليستقر عائد السندات لأجل 10 سنوات فوق 1.75%.
وفي قطاع العملات المشفرة المتقلبة، تتداول بتكوين عند حوالي 35 ألف دولار، بعد سلسلة تراجعات خلال الجلسات الثلاث الماضية. وقد هوت قيمة العملات الرقمية بأكثر من تريليون دولار منذ أعلى مستوى لها في نوفمبر.
وإلى جانب قرارات الاحتياطي الفيدرالي، ستُشكّل إعلانات نتائج أعمال الشركات العملاقة مثل "أبل" المعنويات أيضاً، بعد البداية غير المتكافئة لموسم إصدار بيانات الأرباح. خاصة بعد أن تحملت أسهم التكنولوجيا العبء الأكبر لعمليات بيع الأسهم هذا العام، في حين صمدت بعض الأسهم ذات التقييمات الأقل في السوق بشكل أفضل.
تدوير الأسهم
كتب جوليان إيمانويل، كبير استراتيجيي الأسهم والاستراتيجي الكمي في "إيفركور آي إس آي" في مذكرة، "قد تكون هناك عمليات تدوير طويلة الأمد في صالح أسهم القيمة، يتم قياسها بالأرباع وليس بالأسابيع". وأضاف: "يجب على المستثمرين الاحتفاظ برؤية متوازنة، والتحلي بالصبر عند تخصيص رأس مال جديد للأسهم".
يتوقع اقتصاديون في غولدمان ساكس مخاطر في حال قام الاحتياطي الفيدرالي بتشديد السياسة النقدية بشكل أكثر حدّة، مقارنة بتوقعات "وول ستريت" الراهنة والبالغة رفع الفائدة أربع مرات.
وفي شأن آخر، لا يزال مؤشر السلع الأساسية بالقرب من مستوى قياسي، مدفوعاً جزئياً بارتفاع أسعار النفط التي تزيد من الضغوط على أسعار السلع الاقتصادية حول العالم.
في الوقت نفسه، يراقب المتداولون التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا. حيث تواصل روسيا حشدها العسكري، وتواصل إرسال القوات والمدرعات العسكرية إلى بيلاروسيا المجاورة على بُعد أميال قليلة من الحدود الأوكرانية، لإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع بيلاروسيا تبدأ في العاشر من فبراير. بينما تنفي روسيا نيتها لغزو أوكرانيا مجدداً.