زادت "إيرباص" حدة النزاع مع أحد أكبر عملائها، متهمة "الخطوط الجوية القطرية" بالتحريض على وقف طائرات "إيه 350" محلياً لكي تطالب بتعويض عن عيوب سطحية مزعومة.
أشارت وثائق أعدّتها "إيرباص" لجلسة محكمة في لندن يوم الخميس إلى أنه "لا يوجد أساس معقول أو منطقي" للمنظّمين القطريين لوقف تشغيل 21 طائرة من طراز "إيه 350" التي تديرها الناقلة المملوكة للدولة.
تؤكد مُصنِّعة الطائرة أن "الخطوط الجوية القطرية" سعت لهندسة الطائرات أو سمحت بوقفها لأن المصالح الاقتصادية للشركة تقتضي تعطيل الطائرات تحت الطلب "بالنظر إلى تأثير جائحة فيروس كورونا".
"الخطوط القطرية" تطلب تعويضاً بـ618 مليون دولار من "إيرباص"
تجري المعركة عالية المخاطر على قدم وساق في لندن بعدما رفعت الخطوط الجوية القطرية دعوى قضائية ضد "إيرباص" بسبب عيوب الطلاء السطحي للطائرة ذات الممرين.
وقالت "إيرباص" يوم الخميس إنها أنهت عقداً منفصلاً لتسليم الطائرات الأصغر "إيه 321"، مما يضغط على شركة الطيران الخليجية في الوقت الذي تستعد فيه قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في وقت لاحق من هذا العام.
المنظمون المتبارزون
بينما وجد المنظمون الأوروبيون أن العيوب لا تشكّل أي مشكلات تتعلق بصلاحية الطيران، تعمّد المنظمون القطريون وقف طائرات "إيه 350" المتأثرة منذ منتصف العام الماضي.
تسعى الناقلة، التي أعادت "إيه 380" العملاقة لتعويض السعة المفقودة، إلى الحصول على ما يزيد على 700 مليون دولار تعويضاً عن عدم قدرتها على استخدام طائرات "إيه 350"، شاملة 618 مليون دولار حتى 17 ديسمبر، و4.2 مليون دولار أخرى يومياً.
قالت "إيرباص" في إيداعها إنه لا يوجد تعويض مستحق الدفع، وتقع "الخطوط الجوية القطرية" في حالة تقصير واضح في الوفاء بالتزاماتها التعاقدية، برفضها قبول تسلم طائرتين من طراز "إيه 350".
تقول "إيرباص" الآن إنها لن تسلّم واحدة من طائرات "إيه 350"، وسلّمت 53 طائرة من طراز "إيه 350" من أصل 76 إلى الناقلة.
إنهاء الطلب
قالت الشركة المُصنِّعة، ومقرها تولوز بفرنسا، إنها أنهت عقداً منفصلاً لتسليم طائرة "إيه 321" إلى الخطوط الجوية القطرية، وفقاً لإيداعها.
يكتسب تخصيص التسليم الخاص بالطراز الأحادي الممر الشهير قيمة عالية نظراً إلى عدم توفر الجديد منه حتى عام 2023. لدى "إيرباص" قائمة بتسليم 50 طائرة تحت الطلب من طراز "إيه 321".
استمرّ الجدل حول تقشُّر وتشقُّق الطلاء على طائرات "إيه 350" لعدة أشهر قبل اللجوء إلى القضاء عندما قررت "الخطوط الجوية القطرية" مقاضاة "إيرباص" أواخر العام الماضي.
أقرت "إيرباص" بأن شركات الطيران، بما في ذلك "فين إير أويج" شهدت مشكلات مماثلة في الطلاء ولكن لم تقف أي ناقلة أخرى الطائرات. وتعترض الشركة المُصنِّعة على وصف قطر للمشكلة بأنها مشكلة مُتعلِّقة بالسلامة.
يتبع المنظمون المحليون عادة قيادة السلطة التصديقية، مثل وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي في هذه الحالة، رغم أنهم يتصرفون بمفردهم في بعض الحالات مثل وقف طائرة "737 ماكس" من "بوينغ" في عام 2019.
تدّعي "إيرباص" أنها وافقت في هذه الحالة على دفع 175 ألف دولار أمريكي يومياً لـ"الخطوط الجوية القطرية" مقابل وقف غير مجدوَل مرتبط بإصلاح مشكلات سطحية لطائرة واحدة من طراز "إيه 350"، لكن شركة الطيران طلبت مزيداً من عمليات التفتيش من قِبل هيئة الطيران المدني القطرية.
تؤكد الشركة المُصنِّعة أنها قدمت تحليلاً كاملاً للأسباب الجذرية للمشكلة، عارضته قطر.
وقف المنظمون القطريون 21 طائرة في نهاية المطاف رغم نتائج التحقيق الموازي لوكالة سلامة الطيران الأوروبية الذي لم يجد أي مخاطر على سلامة الطيران للتشكيك في صلاحية طيران طراز "إيه 350".
علاقات الدولة
قالت الشركة المُصنِّعة إنّ هذه القرارات نُفذّت "على ما يبدو بتحريض" من "الخطوط الجوية القطرية"، لكنها لم تقدّم تفاصيل.
انخفض الطلب على السفر الجوي لمدة عامين بسبب الوباء، لا سيما على الخطوط الطويلة التي تتقاطع مع المراكز الخليجية مثل الدوحة.
من جانبها، تسعى "الخطوط الجوية القطرية" إلى حل الخلاف في الوقت المناسب لاستخدام طائرات "إيه 350" المعطّلة، مركز الخلاف، استعداداً لكأس العالم لكرة القدم في وقت لاحق من هذا العام.
وقال عقيل شاه، محامي "الخطوط الجوية القطرية"، في المحكمة يوم الخميس، إن عدم القدرة على استخدام طائرات المسافات الطويلة للحدث، الذي يبدأ في قطر بتاريخ 12 نوفمبر، سيحرم الناقلة من سعة الركاب الحيوية.
أفاد في جلسة الاستماع قائلاً: "هذا عام كأس العالم، ولهذا فإن القدرة على السفر إلى قطر ستكون مرتفعة. سيكون لعدم وجود 21 طائرة عواقب عملية خطيرة للغاية".
شارك أكثر من 3 ملايين شخص في كأس العالم الأخيرة التي استضافتها روسيا في 2018.
أمر القاضي ديفيد واكسمان شركة "إيرباص" بتقديم دفاعها بحلول 25 فبراير.
