تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بمواصلة محاولاته لخفض أسعار النفط، التي وصلت إلى أعلى مستوى لها في سبع سنوات على الرغم من جهوده المتعثرة لإقناع الدول المنتجة بزيادة الإنتاج.
قال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض أمس الأربعاء: "سنحاول زيادة إمدادات النفط المتوفرة، لكن سيكون الأمر صعباً".
وقفز خام برنت القياسي العالمي بنسبة 25% منذ نهاية نوفمبر إلى نحو 88 دولاراً للبرميل، في حين يعتقد مراقبون في السوق أنَّ الأمر الآن يتعلق بالاستفسار بـ"متى؟"؛ وليس هل سيصل سعر النفط إلى ثلاثة أرقام؟، في قفزة لم يصل إليها منذ عام 2014.
قالت إدارة بايدن يوم الثلاثاء، إنَّها تعمل مع الدول المنتجة للنفط لضمان زيادة المعروض لتلبية الطلب، كما أنَّ البيت الأبيض يخطط لمواصلة مراقبة الأسعار في سياق النمو العالمي وإجراء مناقشات مع دول "أوبك+" بحسب الحاجة.
خيارات محدودة وقصيرة الأجل
في حين أنَّ لدى بايدن بعض الخيارات لمعالجة الزيادة في أسعار النفط والبنزين التي تهدد انتعاش الاقتصاد في الولايات المتحدة، وتشكل مخاطر سياسية على رئاسته، لكنَّ العديد من هذه الخيارات ستكون محدودة وقصيرة الأجل على الأرجح.
وأعلن الرئيس الأمريكي، في نوفمبر الماضي، عن الإفراج عن 50 مليون برميل من احتياطي النفط الاستراتيجي في خطوة منسقة مع الهند، واليابان، وكوريا الجنوبية، والصين، والتي مثلت جهداً غير مسبوق في محاولة لخفض الأسعار، وتخفيف سيطرة "أوبك" على الإمدادات.
بايدن يطلق الجولة الثانية للسحب من احتياطي النفط الاستراتيجي
أشار بايدن يوم الأربعاء إلى تلك الجهود وتأثيرها في أسعار البنزين، قائلاً: "رأيتم أنَّ ذلك أدى إلى انخفاض السعر بنحو 12 و15 سنتاً للغالون، وفي بعض الأماكن أكثر، سيكون هناك تقييم مستمر فيما إذا كنا سنرى استمرار ارتفاع أسعار النفط أم لا، وهي ترتفع الآن، وتأثير ذلك على المنتجين".
شعبية بايدن
كانت أسعار البنزين المرتفعة الدافع الرئيسي للتضخم خلال ولاية بايدن، وسعى البيت الأبيض لاحتواء التكاليف المرتفعة على سائقي السيارات، خاصة أنَّ ارتفاع الأسعار يؤدي إلى الإضرار بشعبية بايدن، ويجعل من الصعب على الديمقراطيين الاحتفاظ بالسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ في انتخابات نوفمبر المقبل.
ارتفعت أسعار التجزئة للبنزين في الولايات المتحدة منذ بداية العام، وبلغ متوسطها الآن 3.31 دولاراً للغالون، وفقاً لـ (AAA). فقد وصلت أسعار مضخات محطات الوقود إلى أعلى مستوى لها منذ سبع سنوات في أكتوبر، قبل أن تعاود الانخفاض مع تراجع الطلب الناتج عن متحور "أوميكرون".