يقترب الجنيه الإسترليني من تسجيل أعلى مستوياته مقابل اليورو منذ عام 2016 متجاهلاً الاضطرابات السياسية ومتأثراً بشكل أكبر بدورة التشديد النقدي المرتقبة من "بنك إنجلترا".
ارتفع الجنيه الإسترليني 0.2% ليبلغ 83.14 بنساً مقابل اليورو أمس الأربعاء، مسجلاً أعلى مستوى له منذ فبراير 2020، رغم تزايد التوقعات بمواجهة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تحديات بشأن استمراره في منصبه.
ويمثل الاختبار الكبير التالي للجنيه الإسترليني اختراق مستوى 83 بنساً الذي لم يخترقه إلا لفترة وجيزة منذ استفتاء البريكست عام 2016، حيث يرى إستراتيجيو "سوسيتيه جنرال" أن ذلك المستوى يمثل "نقطة يصعب تخطيها" وستكون هناك صعوبة حتى يمكن للجنيه الإسترليني اختراقها.
رفع الفائدة
لم يعكس أداء الجنيه الإسترليني تلك المرة التقلبات السياسية والتغيرات التي تشهدها مفاوضات البريكست، بل عكست المكاسب الأخيرة للعملة البريطانية احتمال رفع "بنك إنجلترا" الفائدة لمواجهة التضخم المرتفع الذي يزيد الفارق بين أسعار الفائدة القياسية لدى "بنك إنجلترا" و"البنك المركزي الأوروبي". حيث تتراجع قوة تأثير التهديدات التي يتعرض لها رئيس الوزراء جونسون للاستمرار في منصبه على أداء الجنيه الإسترليني.
قال ديريك هالبيني، رئيس أبحاث الأسواق العالمية وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في بنك "إم يو إف جي": "يعزز الإجراء الذي يتخذه بنك إنجلترا في 3 فبراير من قوة الجنيه الإسترليني وسط توقعات بارتفاع التضخم وتأثيرها السلبي على النمو".
وتوقع هالبيني عدم وجود تأثير كبير للتطورات السياسية على الجنيه الإسترليني خاصة وأن كافة من يحتمل أن يخلفوا جونسون سيعملون على إجراء "تغيير محدود في السياسة الاقتصادية بشكل عام".
قامت أسواق المال بتسعير رفع "بنك إنجلترا" للفائدة بالكامل تقريباً إلى 0.5% الشهر المقبل مع أكثر من المراهنة على رفع الفائدة بأكثر من 100 نقطة أساس على مدار العام 2022 بالكامل.
يتم إجراء تصويت بحجب الثقة عن جونسون، إذا طالب 54 من النواب المحافظين باستقالته.
