حققت شركة "جنرال إلكتريك" نصراً جزئياً من خلال محاولتها الاستعانة بوكالة تجارية أمريكية لتعطيل أعمال طاقة الرياح التابعة لشركة "سيمنز غاميسا رينيوابل إنرجي" في الولايات المتحدة حتى العام المقبل.
قالت لجنة التجارة الدولية الأمريكية في إشعار نُشر على موقعها الإلكتروني أمس الثلاثاء، إن شركة "سيمنز غاميسا" تنتهك براءة اختراع "جنرال إلكتريك" التي تنتهي صلاحيتها في مايو 2023 والخاصة بطريقة إبقاء توربينات الرياح متصلة بالشبكة خلال أحداث الجهد المنخفض.
كما أمرت اللجنة بفرض حظر على استيراد بعض مكونات توربينات الرياح ذات المحول الكامل والبرمجيات القديمة حتى انتهاء صلاحية براءة الاختراع.
ويسري الحظر خلال 60 يوماً ما لم يُرفض من قبل إدارة بايدن لأسباب تتعلق بالسياسة العامة.
يُشار إلى أن الحكم لم يكن نصراً كاملاً لشركة "جنرال إلكتريك"، حيث قالت اللجنة إن بعض توربينات "سيمنز غاميسا"، بما في ذلك التوربينات ذات المولد التعريفي مزدوج التغذية وتلك التي تحتوي على برمجيات لاحقة، لم تنتهك براءة الاختراع وبالتالي يمكن الاستمرار في استيرادها.
التأثير على سوق توربينات الرياح
من جانبها، قالت شركة "سيمنز" إنها لم تعد تبيع في الولايات المتحدة توربينات الرياح التي تستخدم برمجيات تعود إلى ما قبل عام 2021، لذلك "لا نتوقع أي تأثير مادي على أعمال شركة "سيمنز غاميسا" نتيجة لهذا الحكم".
وقالت الشركة في بيانها: "نُكرّر اقتناعنا الراسخ بعدم وجود ميزات أو وظائف تُسوّقها الشركة تنتهك أية حقوق ملكية فكرية لطرف ثالث".
في حين قالت "جنرال إلكتريك للطاقة المتجددة" إنها مسرورة بكشف الانتهاك وحظر الاستيراد، مضيفة: "نعكف على مراجعة باقي الطلب ودراسة خياراتنا".
كذلك أوضحت الشركة في بيانها: "ستواصل "جنرال إلكتريك" حماية ملكيتها الفكرية، مما يدفع عجلة الابتكار والاستثمار في الصناعة عالية التقنية، ويخلق وظائف عالية القيمة".
الجدير بالذكر أن شركة "سيمنز غاميسا" حذّرت من أن فوز "جنرال إلكتريك" سيكون له تأثير "عميق" على سوق توربينات الرياح.
وفي ظل تأكيدها بأنها لا تستخدم التقنية المحددة التي تغطيها براءة الاختراع، سعت شركة "سيمنز غاميسا" أيضاً إلى مجموعة واسعة من الإعفاءات، بما في ذلك قطع الغيار والتوربينات التي طُلبت بالفعل إلا أنها لم تُركّب بعد.
خلافاً لذلك، قالت شركة "سيمنز غاميسا" للوكالة في بيان بتاريخ 7 ديسمبر: "إن ذلك سيشلّ قدرة المشغلين على توفير الطاقة للمستهلكين الأمريكيين، ويحرم هؤلاء المشغلين من قدرتهم على استرداد مليارات الدولارات من الاستثمارات في المعدات".
حماية براءة الاختراع
وفي إيداع بتاريخ 14 ديسمبر، وصفت "جنرال إلكتريك" ذلك بأنه "مبالغة لا أساس لها من الصحة"؛ قائلة إن شركة "سيمنز غاميسا" لديها "متسع من الوقت للعمل بعيداً" عن براءة الاختراع و"كان من الممكن أن تتجنب الموقف المتوقع الذي تتهمه الآن بأنه غير عادل، إلا أنها اختارت بدلاً من ذلك مواصلة الانتهاك".
يُذكر أن براءة الاختراع تُغطّي تقنية تُعرف باسم "تجاوز الجهد المنخفض"، والتي تُمكّن توربينات الرياح من البقاء متصلة بالشبكة دون حدوث أضرار أثناء تقلبات الجهد، مثل تلك الناتجة عن الماس الكهربائي أو ضربات الصواعق؛ وإلا فإن التوربينات ستنفصل عن الشبكة.
وقد نجحت شركة "جنرال إلكتريك" ومقرها بوسطن في حسم الجدل حول حقوق ملكية براءة الاختراع مع منافسيها الآخرين. حيث وافقت شركة "فيستاس ويند سيستمز" (Vestas Wind Systems) وشركة "ميتسوبيشي هيفي إنداستريز " (Mitsubishi Heavy Industries) في وقت سابق على الدفع بعد أن رفعت شركة "جنرال إلكتريك" دعوى قضائية عليهما.
في حين كانت شركة "غاميسا" تملك ترخيصاً عندما كانت شركة قائمة بذاتها، إلا أن هذه الصفقة لم تُغطّي اندماجها مع وحدة طاقة الرياح التابعة لشركة "سيمنز"، حيث أنهت "جنرال إلكتريك" الترخيص في يوليو 2020.
وقالت "جنرال إلكتريك" إن "غاميسا" أيّدت حظر استيراد ضد شركة "ميتسوبيشي" في نزاع سابق حول براءة الاختراع نفسها.
وكتب حاكما كانساس وأيوا رسائل شبه متطابقة إلى اللجنة، مطالبين فيها الوكالة "أن تضع في اعتبارها أهمية الوظائف الأمريكية، وتسهيل المنافسة لتقليل التأثيرات على الأمريكيين وأمن الطاقة المنتجة محلياً".
في حين أرسل عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان من ولاية أيوا خطاباً مشابهاً، وهما جوني إرنست، الذي صوّت ضد خطة البنية التحتية التي وضعها الرئيس جو بايدن، وتبلغ تكلفتها 550 مليار دولار، بما في ذلك أموالاً مخصصة للطاقة النظيفة، وتشاك غراسلي، الذي صوت لصالحها.
وكانت شركة "غاميسا"، وهي شركة إسبانية ألمانية مقرها في زاموديو بإسبانيا، قد تهربت بالفعل مما كان يمكن أن يكون نتيجة أسوأ بكثير للشركة؛ حيث أكدت اللجنة بالفعل قرار القاضي بإبطال براءة اختراع ثانية لـ"جنرال إلكتريك" تتعلق بحماية التوربين أثناء أحداث الجهد الصفري، والتي كانت من الممكن أن تعني حظر الاستيراد حتى عام 2027.