واصل الروبل فقدان جاذبيته كعملة مفضلة للمستثمرين في الأسواق الناشئة بسرعة وسط التوترات الروسية المتصاعدة مع الغرب والتضخم المستمر.
شهدت العملة الروسية أسوأ بداية لهذا العام بين نظيراتها في الأسواق الناشئة وسط مخاوف متجددة حول احتمال اجتياح روسيا لأوكرانيا، بعد ثماني سنوات تقريباً من ضم شبه جزيرة القرم. فشلت الجهود الدبلوماسية حتى الآن باحتواء الأزمة، ما دفع "مورغان ستانلي" و"غولدمان ساكس" و"دويتشه بنك" للإشارة إلى المخاطر، بما في ذلك فرض العقوبات وارتفاع التضخم.
أوقف هذا التغير في وضع الروبل مسيرته كأفضل عملات الأسواق الناشئة أداءً العام الماضي حتى منتصف نوفمبر، قبل اندلاع الأزمة الجيوسياسية. كما يفض ذلك نتائج النوايا الحسنة التي أبداها المستثمرون تجاه روسيا، على خلفية زيادات البنك المركزي أسعار الفائدة استباقياً. لا يجد المستثمرون الآن حافزاً يُذكر للعودة إلى زخم التداولات، بعد ما أظهرت بيانات مطلع يناير ارتفاعاً في أسعار المستهلك.
علاوة مخاطر أعلى
كتب محللو "مورغان ستانلي" بمن فيهم ألينا سليوسارشوك وجيمس لورد، في تقرير يرصد تأثير النزاع على العملة الروسية: "في الوضع الحالي، نتوقع أن يتراجع اهتمام المستثمرين، وأن تزداد علاوة المخاطرة تدريجياً مع تسبب أداء الروبل بإضعاف الأسهم الأخرى ذات العائد المرتفع. دون أي افتراضات حيال تحركات الدولار، نعتقد أن الروبل يمكن أن يقترب من مستوى 78-79".
تراجع سعر الروبل في عطلة نهاية الأسبوع 0.6% إلى 76.6350 مقابل الدولار في الساعة 12:53 مساءً بتوقيت لندن.
ارتفعت تكلفة التحوط من خسائر العملة الروسية الاثنين إلى أعلى مستوياتها منذ أبريل 2020، وفقاً لانعكاسات المخاطر لمدة شهر واحد. حيث دفع انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في 18 عاماً توتر المتداولين حينئذ، لكن فيما انتعش خام برنت حالياً ليداني أعلى مستوى في سبع سنوات، فإن الروبل غير قادر على الاستفادة من هذا الوضع بسبب تدهور الأوضاع الكلية.
يتجه عكس المخاطر، وهي علاوة خيارات بيع العملة على شرائها، للارتفاع للشهر الرابع في أطول سلسلة متتالية منذ حرب 2014 في شبه جزيرة القرم.
ارتفعت التقلبات الضمنية على العملة لشهر واحد اليوم الإثنين إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2020. بادر المستثمرون في الوقت ذاته لتخفيض مراكزهم طويلة الأجل في الروبل بأكثر من النصف خلال الشهرين الماضيين إلى 9617 عقداً، وذلك اعتباراً من 11 يناير، وفقاً لبيانات هيئة تداول السلع الآجلة.
كتب استراتيجيون في "غولدمان ساكس"، بمن فيهم زاك باندل وكاماكشيا تريفيدي، في مذكرة: "ربما يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يشعر المستثمرون مرة أخرى بالاطمئنان لاستثمار رأس مال جديد في صفقات شراء الروبل".