"يونيليفر" تدرس زيادة قيمة عرض استحواذها على وحدة تابعة لـ"غلاكسو"

"يونيليفر" تسعى لإعادة هيكلة محفظتها  - المصدر: بلومبرغ
"يونيليفر" تسعى لإعادة هيكلة محفظتها - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

دخلت شركة "يونيليفر" (Unilever) في محادثات مع البنوك بشأن تمويل إضافي لعرض محتمل محسّن لشراء قسم المنتجات الاستهلاكية بشركة "غلاكسو سميث كلين" (GlaxoSmithKline)، وفقاً لأشخاص مطلعين.

ناقش بعض الشركات المالية قيمة الإقراض الكافية لتغطية عرض أعلى من 50 مليار جنيه إسترليني (68 مليار دولار)، وهو الرقم الأحدث من بين ثلاثة عروض رفضتها "غلاكسو" لشراء مجموعة من علاماتها التجارية، ومن بينها مسكّن الألم "أدفيل" ومعجون الأسنان "سنسوداين".

لم تتخذ شركة "يونيليفر" (Unilever) قراراً نهائياً بشأن استعمال قوة هجومية، كما قالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، موضحة أن مالكة شركة "بن آند جيري" (Ben & Jerry’s) للمثلجات وصابون "دوف" قد تبيع في النهاية بعض الأصول غير الأساسية من محفظة "غلاكسو" للمشترين، بما في ذلك شركات الأسهم الخاصة، ما قد يساعد في تمويل عملية الاستحواذ.

قالت شركة "غلاكسو" (Glaxo) خلال عطلة نهاية الأسبوع إنها رفضت العروض التي قدمتها شركة "يونيليفر" (Unilever) لأنها منخفضة للغاية، وهو ما جاء بعدما أكدت شركة المنتجات الاستهلاكية في المملكة المتحدة سعيها للصفقة. وأكدت شركة الأدوية أنها ملتزمة خطط فصل مجموعة العلامات التجارية. ورفض ممثلو "يونيليفر" و"غلاكسو" التعليق.

احتمالات النمو

وأشارت المصادر إلى أن مجلس إدارة "غلاكسو" منفتح على العروض، لكن أحدث عرض في أواخر العام الماضي لم يكن ضمن النطاق الذي ستدرسه الشركة. وتحدثت شركة الأدوية العملاقة عن آفاق نمو الوحدة، التي تشكلت من خلال مجموعة من العلامات الاستهلاكية الخاصة بها مع تلك الخاصة بشركة "فايزر"، التي تحتفظ بحصة أقلية.

ستكون عملية الاستحواذ واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ على مستوى العالم في الأشهُر الاثني عشر الماضية، وستأتي في وقت يكون فيه نشاط الاندماج والاستحواذ في أعلى مستوياته على الإطلاق. وستكون هذه أكبر صفقة لشركة "يونيليفر" (Unilever) على الإطلاق، ما يعزز طموح الرئيس التنفيذي ألان جوب لتنفيذ عمليات استحواذ أكبر وأكثر جرأة لإعادة تشكيل قائمة علامات الشركة.

بعد فترة وجيزة من توليه المنصب في عام 2019، أشار جوب إلى أن الشركة مستعدة للتقدم أبعد من استراتيجية الاستحواذ التي وضعها الرئيس التنفيذي السابق بول بولمان، الذي ركز على الصفقات الإضافية في القطاعات سريعة النمو مثل العناية بالرجل والرعاية المنزلية.

كانت فترة ولاية جوب، التي امتدت إلى ثلاث سنوات، غارقة في عوامل تشتت الانتباه وحالات الاختلال التي أدت إلى تراجع أسهم الشركة. قال تيري سميث مؤسس "فوندسميث" (Fundsmith)، وهو واحد من أكبر 15 مساهماً في "يونيليفر" (Unilever)، الأسبوع الماضي إن الشركة "أضاعت المسار" مع التركيز على صقل أوراق اعتماد الاستدامة على حساب الأداء المالي.

دفع قرار شركة "بن آند جيري" (Ben & Jerry's) العام الماضي بوقف بيع المثلجات في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عديداً من الكيانات الأمريكية للتخلي عن حصصها في شركة "يونيليفر" (Unilever).

تأجلت عملية بيع مخطط لها لعلامات تجارية للعناية الشخصية، بما في ذلك منتجات "كيو تيبس" (Q-Tips) و"تيغي" (Tigi) لمنتجات الشعر، في عام 2021 بعد عدم تمكنها من إثارة الاهتمام. واضطرت الشركة أيضاً إلى القبول ببيع عملياتها الخاصة بالشاي لشركة الأسهم الخاصة "سي في سي كابيتال بارتنرز" (CVC Capital Partners) بعد حديثها عن احتمالات اكتتاب عامّ أوّلي.

أثر الوباء

كان بعض مشكلات شركة "يونيليفر" (Unilever) خارج سيطرة جوب، ففي عامه الأول رئيساً تنفيذياً، حذّر من أن نمو المبيعات لن يرقى إلى مستوى التوقعات بسبب النكسات الاقتصادية في أمريكا اللاتينية. في عام 2020، ولّدت جائحة "كوفيد-19" طلباً قوياً على صابون الشركة، لكنها قللت إيرادات قسم الخدمات الغذائية. تواجه شركة "يونيليفلر" (Unilever) الآن خطر هروب المستهلكين وتوجههم إلى العلامات ذات الأسعار المخفضة لأنها ترفع الأسعار لمواجهة التضخم.

تُتداوَل أسهم الشركة عند مستوى أدنى مما كانت عليه في عام 2017، عندما رفض بولمان عرضاً غير مرغوب فيه بقيمة 143 مليار دولار من شركة "كرافت هينز" (Kraft Heinz). ورغم أن جوب تمكّن من توحيد "يونيليفر" (Unilever) في المملكة المتحدة، منهياً العمل بالهيكل القانوني الأنغلوهولندي المرهق في محاولة لتسهيل مزيد من الصفقات التحويلية، فإنّ محاولته العلنية الأولى لتنفيذ عملية استحواذ رفيعة المستوى باءت بالفشل حتى الآن.

تتعرض شركة "غلاكسو" أيضاً لضغوط من المساهمين، ومن بينهم صندوق "إيليوت إنفيستمنت مانجمنت" (Elliott Investment Management) الناشط، الذي حث شركة الأدوية على التفكير في بيع العلامات التجارية الاستهلاكية بدلاً من فصلها. وحلّت شركة الأدوية في المرتبة الثانية بعد منافسة من أمثال "أسترازينكا" (AstraZeneca) في تطوير علاجات جديدة.

قالت "غلاسكو" (Glaxo) إنها تتوقع زيادة مبيعات الشركة بنسبة تتراوح بين 4% إلى 6% على المدى المتوسط​​، وهذا أسرع من معدل نمو قسم العناية الشخصية في شركة "يونيليفر" (Unilever). وبما أن اهتمام جوب أصبح علنياً الآن، فيمكن أن يتقدم آخرون بعروضهم.

وصف غويسيب بيفونا، الشريك المؤسس في شركة "بلوبيل بارتنرز" (Bluebell Partners)، وهو صندوق تحوط نشط له حصة في شركة "غلاكسو" (Glaxo)، عرض "يونيليفر" (Unilever) بأنه مشجع. وقال: "إنها أصل رائع، ويجب أن يكون هناك اهتمام واسع بها".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك